دراسة علمية توضح حجم الكارثة الناجم عن غرق 500 طن من الفوسفات الخام في نهر النيل بقنا على البيئة و صحة المصريين. في آراء و تحليلات, أخبار الثورة المصرية حول العالم, أخبار مصر 27 أبريل,2015 200 زيارة
كتابات د. محمد صلاح حسين باحث بالكلية الملكية العسكرية – كندا.
مقدمة:
يعتبر الفوسفات في مصر أهم الرواسب المعدنية من الناحيتين التعدينية والاقتصادية. يستخرج الفوسفات على هيئة معدن يسمى الاباتيت وهو شحيح الذوبان في الماء فى الظروف العادية وهذا من فضل الله ان خلق خام الفوسفات غير صالح بذاتة للتسميد لأنه كان سيطلق محتواه مع أول دورة للري او تجرفه مياه السيول الى الوادى من العناصر الثقيلة مثل اليورانيوم و الكادميوم و المركبات الضارة الاخرى، لتصبح المحاصيل مشعة او مسممة بتلك لعناصر. ولذلك لا يستخدم الفوسفات الخام في السماد الا بعد ان يتم تنقيته من الشوائب ثم يتم تحضير حمض الفوسفوريك الذي يتم تحويلة في مصانع السماد الي ثنائي أمونيوم الفوسفات.
الفوسفات المصرى يعتبر من النوعيات النقية نسبية و ذات مردود اقتصادي جيد لكن تصديره على هيئة خام يفقد الدولة الكثير من العائد الاقتصادي حيث تصدر مصر سنويا من حوالي نصف مليون طن من الفوسفات خام حسب تقرير وزارة الزراعة فى 2013 بسعر يتراوح تقريبا ما بين ٧٥- ١٠٠ دولار الطن حسب الجودة . و الدول الرئيسية التى تستورد الفوسفات من مصر هى الهند و ماليزيا و باكستان و اندونيسيا. ولم تستطيع مصر تحضير حمض الفوسفوريك بصوره اقتصادية حيث الذي يصل سعره العالمى الي حوالي ١٥٠٠ دولار للطن.
خام الفوسفات متوفرفي مصر على هيئة حزام من رواسب الفوسفات يمتد إلى مسافة حوالى 750 كم طولاً من ساحل البحر الأحمر شرقاً إلى الواحات الداخلة حيث هضبة ابو طرطورالتي
تمثل واحدة من اضخم رواسب الفوسفات في مصر حيث يمثل الاحتياطي بها ما يزيد عن مليار طن. وقد أُعلن عن اكتشاف اكبر منجم للفوسفات في مصر فى محافظة قنا في ابريل من العام 2013 حيث تقدر قيمة الاحتياطي به بحوالي 1400 مليار طن. يستخدم الفوسفات في صناعة الاسمدة الزراعية و المنظفات و بنسب ضئيلة جدا في الادوية و الاطعمة الصناعية و المشروبات الغازية. وذلك بعد تنقيته من الشوائب و المعادن الثقيلة منه و الضارة بصحة الانسان.
ولتوفير القليل من الدولارات قامت الحكومة الانقلابية المصرية الحالية بنقل الفوسفات فى مراكب عبر نهر النيل بدلا من إستخدام السكة الحديد غير عابئةً بمعايير الأمان و السلامة او أى إعتبارات لصحة المواطنين حال غرق ايٍ من تلك الحمولات بما تحمله من سموم فى النهر الذى يمثل شريان حياة المصريين وهو ما يعتبر كارثة بيئية و صحية بكل المقاييس. ولكى نقيم حجم الكارثة بصور علمية سنركز حديثنا هنا على المصدر او المنجم الذى أُنتج منه الفوسفات ,الغارق اسفل كبرى دندرة بمحافظة قنا , وذلك لمعرفة مكوناته بدقة و ولتقييم التأثير البيئى و الصحى لتلك المكونات على البيئة و الانسان.
منطقة المناجم : السباعية غرب ادفو
تعتبر المنطقة بين ادفوا و وقنا في وادى النيل من اغنى المناطق بالمناجم الفوسفاتية و خاصة منطقتي المحاميد والسباعية و يقدر الاحتياطي في هذه المنطقة بما يعادل 200 مليون طن من الفوسفات الفاتح او قليل الشوائب حيث تصل نسبة الخام او خامس اكسيد الفوسفات بنسبة 23.4% وهى نسبة مرتفعة نسبياً من الناحية الاقتصادية. اما باقي الشوائب فهي في المتوسط موزعة كما هو موضح في الجدول رقم (1) الذى يوضح نسب الاكاسيد و العناصر المختلفة في الفوسفات المصري من وادى النيل (المرجع رقم 1) . و لكى نستطيع تحديد مدى الكارثة البيئية واثراه على المدى القريب و البعيد الناتجة عن غرق الناقلة المحملة ب 500 طن من خام الفوسفات الحجري و القابعة الان في قاع نهر النيل بمنطقة دندرة- بقنا في صعيد مصر علينا ان نلقى نظرة اولية على الموقع من خلال الخريطة المصاحبة من جوجل ايرث ثم نتفحص المكونات للخام الحجرى الناتج من مناجم السباعية.
ملح الفوسفات-الكالسيوم الغارق حسب مصدر انتاجه من منجم السباعية و كما هو موضح في الجدول (1) يتكون جزيئاته الكميائية لخامس أكسيد الفوسفات مع أكسيد الكالسيوم لذا يسمى ملح فوسفات الكالسيوم. و من فضل الله انه كان في هذه الصورة الخام وليس في صورة أكاسيد فسفور نقية مصنعة او حمض فوسفوريك ولإ كانت الكارثة اضخم بكثير.
ملح فوسفات الكالسيوم هو كما ذكرنا شحيح الذوبان في الماء ودرجة ذوبانه تتناسب مع درجة حرارة الماء ودرجة حموضتها بما اننا نتحدث عن جنوب مصر فإننا نستطيع ان نقول انه سيكون هناك قدر من الذوبان القليل جدا بسبب الحرارة في هذا الجزء من مصر يالاضافة الى الحركة الدائمة لمياه النيل سيزيد من تلك الذوبانية و يضاعف من تأثير الكارثة. لذا فالمتوقع ان تترسب الكتل الجزيئات الكبير في مكانها بينما تواصل الجزيئات المعلقة في الماء رحلتها حيث تترسب على الجزر وعلى ضفاف النهر و حسب إنحنآته و قد تصل الى الدلتا ( مجمع ملوثات النهر). اما الشوائب الاخرى من الاكاسيد و العناصر التي تذوب في الماء ستذوب في مكانها و تنتشر مع تدفق النهر من الجنوب الى الشمال وعبر الترع و المصارف ونحو الشريط الاخضر الزراعى على طفتى النهر.
و من هنا نلخص الاثار و الاضرار البيئية و الصحية لكل من هذه الاملاح و الشوائب :
اولاً: املاح الفوسفات – الكالسيوم
وهى تمثل حوالى 60% من الكتلة الغارقة وهى حوالى 300 طن
- تأثير مباشر : ستساعد املاح الفوسفات على النمو السريع للنباتات و الطحالب في النيل و التى سيتغذى عليها الاسماك وسمك البلطي والقراميط و البياض و هذا النوع من أسماك تتحمل السموم مما يؤدى الى تراكم الاكاسيد والعناصر الاخرى الثقيلة ( الزنك و الكادميوم واليورانيوم ) في لحومها ومن هنا يعتبر الاسماك عباره عن سموم حية.
[size]
[/size]
عندما يصل ملح فوسفات الكالسيوم الى محطات التنقية سيتفاعل مع الأحماض الازمة لمعالجة مياه الشرب و بالتالي سوف يتحول لمركبات الفوسفور و هذا يتطلب زيادة مراحل تنقية في المحطات من املاح الفوسفور ولا احد يعتقد ان هذا متوفر في محطات تنقية المياه في مصر. و السؤال هل هناك الاثار مرضية لأملاح الفوسفور ؟ و الاجابه نعم و هى امراض فى المثانة في العظام لأنه سيسحب الكالسيوم من العظام و سبب هشاشتها, و هناك ابحاث في روسيا تؤكد عام 93 واثبت ان املاح الفوسفور لها تأثير على خصوبة الانسان. هذا فضلا عن ما قد تسببه من امراض مثل الفشل الكلوي و الكبد.
- تأثير غير مباشر : جزيئات الفوسفات العالقة في الماء ستتغذى عليه الطحالب الزرقاء – الخضراء و التي ستنمو سريعا بسبب نسبة الاملاح الفوسفاتية العالية وارتفاع درجة الحرارة في تلك المطقة و ستنتشر على سطح النهر لمسافة كبيرة و ستستهلك الاكسجين المذاب في الماء مما يؤدى الى موت الكثير من الاحياء المائية و الاسماك في تلك المنطقة مما يؤدى ايضاً الى انبعاث روائح كريهة جدا من النيل و الترع و المصارف. و بالإضافي الى درجة السمية العالية لتلك الطحالب على صحة الحيوان و الانسان .فبالنسبة للحيوان فإن تلك الطحالب ستؤدى الى نفوق الحيوانات التي تشرب من تلك المياه. و الجميع يعلم ان معظم الحيوانات في صعيد مصر تشرب من الترع المتفرعة من النيل مما سيؤثر على الثروة الحيوانية بالسلب في تلك المناطق.
- اما تأثير الطحالب الزرقاء – الخضراء على الانسان فيتلخص كالتالى :عند الملامسة الخارجية الانسان للطحالب الزرقاء – الخضراء فإنه تسبب التهابات و تقرحات بالجلد والفم و الانف و تهيج في الاذن والعيون . اما اعراض شرب هذه المياه الملوثة بالطحالب الدقيقة على الانسان فهو الالام العضلات المبرح و الدوخة و الاسهال و الترجيع و في وقد يصل الحال الى الفشل الكبد او الكلوي او فشل الجهاز التنفسي المؤدى الى الموت . و الاشخاص الذين ستكون حياتهم عرضه أكثر للخطورة هم الاطفال و مرضى الكبد و الفشل الكلوي و ذوى المناعة الضعيفة. ولكن سمية هذه الطحالب على الاسماك تتوقف عند اختزانها في كبد الاسماك و هو جزء لا يأكله الانسان في العادة فهي لا تسبب تسمماً للحوم الاسماك و لكن تسمم لحوم الاسماك سيكون بسبب العناصر الثقيلة الاخرى كما ذكرنا سلفاً
ثانيا: اكاسيد الحديد و الماغنيسيوم. و الكبريت و الفلور
· اكاسيد الحديد (2.7% من الكمية الغارقة = 13.45طن) إن تعرض الانسان لجرعات كبيرة من اكاسيد الحديد التى قد تصل اليه عبر الشرب المباشر للماء الغير منقى او عن طريق تراكم مثل هذه الاكاسيد في أنواع الزروع المختلفة فإنه الى أعراض مرضية مثل الإكتئاب، و التنفس السريع ، والغيبوبة ، والتشنجات، و فشل الجهاز التنفسي، و أمراض القلب.
- اكاسيد الماغنيسيوم (0.44% من الكمية الغارقة =2.2 طن) فلم يثبت ان لها تأثير ضار على صحة الانسان وان كان وجودها في الماء مع المركبات الاخرى قد يؤدى الى تكوين مركبات معقدى اكثر سُمية.
- عنصر الكبريت (0.89% من الكمية الغارقة =4.45 طن)لا يتفاعل مع الماء الا في ظروف معينه لكن وجوده وسط املاح واكاسيد مختلفة سيؤدى الى تنشيط تفاعلة الذى قد يؤدى الى تكوين املاح الكابريتات و حمض الكبريتيك المخفف مما يزيد من حمضية الماء الامر الذى سيساعد على زيادة ذوبانية املاح الفوسفات التى ذكرنا سلفاً ان ذوبانها يتوقف على درجة الحرارة و درجة حموضة الماء.
- عنصر الفلور بالرغم من بعض الدول تضيفه الى مياة الشرب لحماية الاسنان في الفم من التآكل الى أن الابحاث الحديثة اثبتت ان عدم دقة هذه النظرية ان إضافته للماء ليس له تأثير كبيرعلى كفاءة ميناء الأسنان بل ان الفلور صُنف على ان ضرره على مخ الانسان مثل الرصاص و الذئبق يسبب تلف في خلايا المخ.
فتفاعل هذا الاكاسيد و العناصر مع بعضها البعض و تأثير المركبات الناتج عنها يحتاج الى تجارب معملية للوقوف عليه بصوره دقيقة. وعليه يتم تطوير محطات تنقية المياه بحيث تتلائم مع تلك المركبات و العناصر لعزلها قبل وصولها الى جوف الانسان من خلال مياه الشرب ولان هذا لا يمنع زصولها الى الانسان من خلال النباتات و لحوم المواشى و الطيور.
ثالثاً: الاضرار الناتجة عن:العناصر الاخرى الثقيلة مثل الفناديوم الكروم و الزنك و العناصر مثل الكادميوم اليورانيوم
وهذه العناصر قد توجد على صورة اكاسيد او مركبات اخرى و بعضها يذوب في الماء و البعض الاخر لا يذوب في الماء و في كلا الحالتين اما انها ستصل للإنسان بطريق مباشر عن طريق الشرب لان محطات تنقية المياه غير مؤهلة لعزل تلك الانواع من المركبات والشوائب او بطريق غير مباشر عن طريق ري النباتات و الزورع او شرب المواشى و الطيور من مياه النيل و الترع والمصارف.
- الكروم : وتقدرالكمية الغارقة منه في النيل الان بحوالي 43 كيلو جرام . وعند إستنشاقه او تناوله في حالة اكاسيد يسبب تقرحات في الجهاز التنفسى و الئتين و يعتبر من المواد المسرطنة و ضعف الجهاز المناعي و إضطرابات المعدة و ضمور في الكلى و الكبد و تغيير في المواد الجينية ولكن من الجيد أنه عندما يكون في الحالة المعدنية يتم التخلص منه مع البول ولا يتراكم في أى عضو من أعضاء الجسم. ولكن بسبب وجوده بين تلك الاملاح و الاكاسيد في وسط مائى يصعب الحكم على انه سيظل على حالته العنصرية دون ان يتحول الى أكاسيد سامة.
- الزنك : و تقدر النسبة الغارقة منه ب 88.5 كيلو جرام . و بالرغم من ان الزنك يعتبر شرطا اساسيا لصحة الانسان الا ان تسمم الزنك بزيادة جرعته في الجسم قد يؤدة الى ضعف جهاز المناعة و الغثيان و القيء و حساسية الفم.
- الفناديوم : وتقدر النسبة الغارقة منه الان في مياه النيل ب 47 كيلو جرام. هذا المعدن و اكاسيده لها تأثير ضار جدا على صحة الانسان حيث يسبب الاتهاب الرئوى الحاد حال استنشاقه و حال دخوله الى الجسم يسبب امراض القلب و الاوعية الدموية و التهاب المعدة و ضمور الجهاز العصبي و نزيف الكلى و الكبد او شلل بالضافة الى تغيرات سلوكية وهذه الاعراض تعتمد بالأساس على درجة أكسدة المعدن.
- الكادميوم : اما عنصر الكادميوم و هو اقل العناصر الثقيلة نسبة في هذه الحالة فتقدر النسبة الغارقة منه ب حوالى 2.5 كيلو جرام. و بسبب ان الكادميوم شديد السُمية على صحة الإنسان وأجريت عليه العديد من الأبحاث التي أكدت ذلك، وخاصة ً حال تناول الأطعمة النباتية التي نَمت بإستخدام الأسمدة الفوسفاتية المحتوية على قدر كبير من الكادميوم. و أكدت الدراسة أن على الرغم من أن الكادميوم الموجود في الصخور الفوسفاتية لا يذوب في الماء. إلا أن تأثيره الضار يظل باقيًا، وذلك حسب نتائج الأبحاث التي أجريت في ولاية كارولينا الشمالية بأمريكا، والتي تحتوى صخورها الفوسفاتية على نسب عالية من الكادميوم بمعدل 47 مجم لكل كيلوا جرام وأوضح البحث أن الأرز التي تم ريه وزراعته بإستخدام الصخور الفوسفاتية كان يحتوى على نصف كمية الكادميوم السام. مقارنة بالأرز الذى تم زراعته باستخدام بعض أنواع الأسمدة الفوسفاتية الذائبة في الماء، أي أن عدم ذوبان الكادميوم في الماء. لم يلغى وصوله للطعام وتأثيراته الضارة، وكل ما حدث ان تركيزه بالأطعمة قل للنصف فقط، وهى مؤشر خطير على أن المواد التي لا تذوب بالماء يظل تأثيرها باقيًا، ومع القدر الهائل الذى غرق من الصخور الفوسفاتية بمياه النيل.
حيث ينتقل معدن الكادميوم اوألاً الى الكبد حيث يتحد مع البروتينات ليكون مركبات معقدة تنتقل بدورها الى الكلى حيث يتراكم و يدمر وظائفها و يتسبب في خروج البروتينات و السكريات الاساسية من الجسم و مسببا تلف في انسجة الكلى مما يؤدى في النهاية الى ضمور في الكلى و هو يسبب ايضا اطراباً في الجهاز التناسلي مما يؤدى ويقلل من عدد الحيوانات المنوية احيانا الى حدوث العقم بالإضافة الى ضمور في الجاز العصبي وفي وظائف الجاهز المناعي بالجسم.
- اليورانيوم : و اخيرا اليورانيوم حيث تقدر النسبة الغرقة من هذا العنصر المشع و الأثقل فى الطبيعة بحوالي 29 كيلو جرام. و سُمية اليورانيوم تنقسم الى قسمين سُمية اشعاعية و سُمية كميائية بسبب تناول غذاء او شرب ماء يحتوى على مركبات اليورانيوم.
أولا) السُمية الاشعاعية لليورانيوم: على المستوى البيئى وهى هنا تعتبر ضيلة فالنشاط الاشعاعى لليورانيوم صغير بالاضافى الى وجود مواد مشعة اخرى ناتجه عن تحلل اليورانيوم اشعاعيا ولكن كل هذا بسبب توزعه على مساحة كبير سيكون التأثير الاشعاعى له صغير جدا و على البيئة او في الحدود المسموح به في الاشعاع الطبيعى. اما خطورة هذا فتكمن في فشل الحكومة في إنتشال الكميات الغراقة مما سيؤدى الى وصول اليورانيوم للإنسان كمكون غذائي او مائى.
ثانياً) السُمية الكميائية لليورانيوم: يتكون اليورانيوم الخام من منجم السباعية و الغرق تحت مياه النيل الان على نوعين من الاكاسيد رابع اكسيد اليورانيوم بنسبة 40% وهذا لا يذوب في الماء اما سادس اكسيد اليورانيوم و الممثل بنسبة 60 % فى يذوب في الماء. انه حال استمرار وجود الفوسفات الغراق فأن مياه النيل ستتلوث بحوالى 18 كيلو جرام من سادس اكسيد اليورانيوم المذاب بالاضافى الى عناصر اشعاعية اخرى . وهذا الجزء سيكون مكونا اساسيا في مياه الشرب لان محطات المياه غير مؤهلة لفصل اكاسيد اليورانيوم المذابه و التى تحتاج الى عمليات كميائية خاص جدا لفصلة. او ان هذه الكاسيد ستذهب دون اى قدر من المعالجة الى النباتات من خلال ريها و تتركز بها و يأكلها الانسان و الحيوان مسببةً امراضا خطيرة و التى ستظهر هنا بسبب السُمية الإشعاعية بلإضافة الى السُمية الكميائية. ومن امثلة تلك الامراض التغيرات في الكروموسومات من خلايا الدم البيضاء والغدد التناسلية مما يؤدي إلى تشوهات خلقية في حالة اسنشاقه و هو ماقد يظهر عند حرق مخلفات الزرع. او عند تناول النبابتا الملوثة به بأى نسبة فإن لليورانيوم تأثير شديد السُمية على الكلى حيث تتأثر بشدة وظيفتها مما سؤدى الى فشلها.
[size]
[/size]
الخلاصة : إن حكومة الانقلاب ارادت ان توفر القليل من الدولارات بالنقل النهرى على سطح النهر و إذ هى الان ستتكلف الملايين منها لتنقية النهر من آثار الكارثة البيئية التى حاقت به اذا كانت بالفعل جادة في تنقية النهر من السموم . ان صخور الفوسفات لا تنقل في احجام كبير هو ان حجمها يكون صغير في حجم قبضة اليد كما هو موضح في الصورة وهذا سيصعب من عملية التقاطها من النهر و يزيد من خطورتها لسهولة تفتتها مما يؤدى الى زيادة تأثيرها السام كما ذُكر سلفاً. و انه على تلك الحكومة ان تتحمل تبعات هذه الكارثة على صحة و حياة المواطنين وان تتكفل بمصاريف علاج أى مواطن مصرى او اجنبى يصاب بأمراض جراء هذا الإستهتار و التهاون. تدعى تلك الحكومة الانقلابية ان صخور خام الفوسفات كانت مغلفة وهذا كذب فلا يوجد خام ينقل مغلفاً في أجولة بلاستكية او ماشابه وهذا معروف لأن قيمة الكيلو جرامات منه لا تساوى شيئاً فلماذا اذاً يغلف ؟!.
الحلول :
- ان تقوم فوراً الحكومة بتفكيك كراكتين من الكراكات المستخدمة في توسيع القناة و نقلهم و تركيبهم بما يتناسب مع الغاطس في نهر النيل و انتشال تلك الصخور قدر المستطاع وان يتم عمل ابحاث على الكمية التى يصعب انتشالها لتحجيم الاثار الصحية لها.
- ان يتم منع نقل اى مكونات كميائية او صخور خام اياً كان نوعها على سطح النهر.
- ايقاف جميع محطات المياه من الاقصر وحتى أسيوط على ان يعتمد الناس في تلك المناطق على المياه الجوفية و هناك العديد من القرى في تلك المناطق تشرب من المياه الجوفية .
- اقامة محطات لاخذ عينات من المياه على طول النهر من قنا و حتى دمياط و رشيد لمتابعة نسب إنتشار المواد الكيميائية المذكورة سفاً.
و اخيراً : فإن حكومة الانقلاب الفاشلة التى تعيثُ في أرض المحروسة فساداً لم يكفها ان تقتل الشباب في شوارع مصر كل يوم بالرصاص وان تعتقل خيرة عقول و مستقبل مصر في سجونها. لم يشبع أحلام جُهلائها التضحية بأمن مصر المائى من خلال إتفاقيات اثيوبيا التى أضاعت حقوق مصر المائية التاريخية في نهر النيل. لم تكتفى حكومة العسكر على مدى ستين عاما من نشر الجهل و الفقر و المرض بين ربوع الشعب. لم يتكفى النظام الانقلابى بآنات أكباد المصريين وآلامهم بل نادى بالمزيد من تلك الأنْات والامراض ناكأً جروحهم عله يرتوى طربا بالمزيد من آناتهم وذلك بستميم المصدر الرئيسى للمياة العذبة في مصر و الله وحده يعلم ان كان هذا عن جهلا ام عن عمداً ؟!. ان السكوت المطبق عن هذه الكارثة و عدم الشفافية يضع الكثير من علامات الاستفهام حولها!.
الى متى ستظل آيها الشعب المصرى تتجرع السم وتسكت .. الى متى ستظل كرامتك و مستقبلك مداساً لشرذمة من الخونة الجهلاء وترضى . ان كل الشعوب في الدول المتقدمة أدركت ان نهضتها تبدأ من حريتها و ان الحرية لا تمنح ولكنها تنتزع و من هنا استطاعت تلك الشعوب إنتزاع حريتها وبناء مستقبلها وعوامل نهضتها وحضارتها على أُسس من العدل و المساوة و الحرية و الكرامة الإنسانية و محاسبة الحاكم . وأنت آيها الشعب مازلت تتجرع سموم الفوسفات و مكوناته في جنوب بمصر و المياه المختلطة بالمجارى الموزعة في الصنابير في شمالها. ومن نجا من الاثنين طاردته رصاصات الغدر و الخيانة اينما راح و غدا . آيها الشعب ان لم تَثر لتنتزع حقوقك في العيش بحياة كريمة فأبشر بالكثير من كوارث الفوسفات و قاذوراته في مياه النهر.
ملحوظة: تم الاستعانة بإستشارات بعض الجيولوجيين و العاملين في مجال المناجم الفوسفاتية في مصر في جمع المعلومات و تدقيقها.