أثارت صور نشرها حساب جهادي يتبع لجيش الإسلام ضجة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تظهر الصور عناصر من جيش الإسلام يرتدون الزي "البرتقالي" وهم يسوقون أشخاصا ملثمين ومكبلين بالجنازير الحديدية إلى "الإعدام".
الصور التي نشرها حساب "بدر الشام التميمي"، ويظهر في زاويتها شعار "جيش الإسلام"، سارع إلى نفيها "أبو أنس الكناكري"؛ الشرعي البارز بجيش الإسلام، فيما لم يعلق عليها الناطق الإعلامي إسلام علوش، وهو الأمر الذي أثار استغراب متابعي الشأن السوري.
وتظهر الصور، التي اطلعت عليها "
عربي21"، الطريقة ذاتها التي يستخدمها تنظيم الدولة ضد مخالفيه قبيل إعدامهم، إلا أن الضحايا في الصور الجديدة ارتدوا لباسا يشبه لباس منفذي الإعدامات في تنظيم الدولة، بينما ارتدى الجلادون لباس الإعدامات البرتقالي، في إشارة إلى تغير المعطيات في الحرب بين الطرفين.
بدوره، أكد مصدر داخل "جيش الإسلام"، في حديثه لـ"
عربي21"، صحة الصور المنشورة، مبينا أن الإصدار المصور سيُنشر عما قريب، فيما نفى أن تكون الإعدامات نُفذت "ذبحا"، كما يفعل تنظيم الدولة بحق مخالفيه من الفصائل السورية.
ومع روايات عناصر وقيادات جيش الإسلام المتضاربة حول الصور المنشورة، بدأ أنصار تنظيم الدولة بترويج رواية مفادها أن الأسرى الظاهرين في الصور هم من أفراد جيش الأمة العامل في الغوطة، متحدّين جيش الإسلام أن يكشف عن وجوه الأسرى الذين ظهروا ملثمين.
وكان "سراج الدين الشامي"، أحد أبرز أنصار تنظيم الدولة، غرد في 3 آيار/ مايو الجاري: "معلومة مؤكدة: قام جيش الإسلام بإعدام 17 شخصا من جيش الأمة بعد أن ألبسهم لباسا أفغانيا؛ ليوهم العالم بأنهم من تنظيم الدولة لإرضاء أسياده الداعمين".
وفي شباط/ فبراير الماضي شن جيش الإسلام هجوما عنيفا على
جيش الأمة، بحجة "فساد الأخير"، وتمكن من قتل وأسر العديد من قياداته، فيما أظهر مقطع صوتي مسرب تنسيق نائب قائد جيش الأمة مع أمير تنظيم الدولة في الغوطة الشرقية، بهدف القضاء على جيش الإسلام.
وفي رواية أخرى تُفسر الصور التي نشرت على "تويتر"، أفادت صفحات إخبارية في الغوطة بأن جيش الإسلام قام بإعدام 80 شخصا من سجن التوبة، بعد إجبارهم على الاعتراف بالانتماء لتنظيم الدولة تحت التعذيب، وفق قولهم.
وأضافت تلك الصفحات أن جيش الإسلام نفذ الإعدامات في الثلاثين من نيسان/ أبريل الماضي، وقام عناصره بدفن الجثث في مقبرة جماعية، إلا أنه وبعد وصول الخبر لأهالي القتلى قام ذوو الضحايا بإخراج أبنائهم من المقابر الجماعية، ودفنهم فرادى تحت مراقبة شديدة من جيش الإسلام، تخوفا من تصوير الأهالي لوجوه أبنائهم، على حد قولهم.
الرواية الأخيرة حول الصور كانت بعيدة عن الروايات السابقة، حيث أفاد ناشطون على موقع "تويتر" بأن الصورة مأخوذة من فيلم تمثيلي ينوي جيش الإسلام عرضه، نافين أن يكون هناك أي إعدام بهذا الشكل، وفق قولهم.
ويعد جيش الإسلام أكثر الفصائل التي تسعى للقضاء على تنظيم الدولة، حيث أنشأ في وقت سابق "جيش علي بن أبي طالب"، وهو مخصص فقط لقتال التنظيم.
كما تنشط "سرية حيزوم" التابعة لجيش الإسلام في محافظة الحسكة التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، وتمكنت السرية من تنفيذ سلسلة اغتيالات طالت قيادات في التنظيم، وهو الأمر الذي دفع قيادة تنظيم الدولة لوضع مبالغ طائلة مكافأة لأي شخص يدلي بمعلومات توصل لعناصر السرية.
وفي الآونة الأخيرة برز اسم
زهران علوش، قائد جيش الإسلام، على الساحة الدولية بشكل لافت، بعد تزايد الترجيحات عن قرب اعتماد السعودية وقطر وتركيا عليه، ودعمه من أجل القضاء على النظام السوري وتنظيم الدولة على حد سواء.