الانتقاد الإعلامي الذي لم يسبق له مثيل يشير إلى أن «السيسي» ربما لم يعد يتمتع بدعم بلا تحفظ من الجماعات المتباينة التي أيدته بعد الانقلاب العسكري
[size=39]رويترز: «السيسي» أصبح أقل ثقة لكن لا يوجد خطر عاجل على رئاسته[/size]
15-05-2015 الساعة 20:03قالت وكالة «رويترز» أن الانتقاد الإعلامي الذي لم يسبق له مثيل للرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» يشير إلى أنه ربما لم يعد يتمتع بدعم بلا تحفظ من الجماعات المتباينة التي أيدته بعد الانقلاب العسكري. لكن دبلوماسيين ومحللين يقولون إنه لا يوجد خطر عاجل على رئاسة «السيسي».
وبدأت الصحف المصرية الاشارة الى أن «السيسي» ليس معصوما. ولم يكن التفكير في ذلك واردا عند الإطاحة بجماعة الاخوان المسلمين من السلطة في 2013 وكان وقتها وزيرا للدفاع.
والانتقاد محسوب وغالبا ما يكون غير مباشر. وعلى سبيل المثال حددت صحيفة الوطن تحديات قالت إنها تعترض طريق ”إصلاحات“ «السيسي» ومنها الفساد والمحسوبية وارتكاب الشرطة لانتهاكات.
وقال «اتش.ايه هيلير» المتخصص في الشؤون العربية في مركز بروكينجز لسياسة الشرق الأوسط في واشنطن والمعهد الملكي لدراسات الدفاع والأمن في لندن «ربما لا يوجد سبب مؤسسي لهذا الانتقاد المحدود في الصحافة المصرية. لكن ما قد يظهره هو مزيد من الأدلة على أن هياكل السلطة في مصر ليست متماسكة بالشكل الذي قد يظنه الجميع خارج البلاد».
وقالت الوكالة أنه منذ الانقلاب على «مرسي»، مضى «السيسي» قدما ليصبح رئيسا بحشد قادة الجيش وأجهزة الأمن وكبار رجال الأعمال وأغلب وسائل الاعلام المحلية، وراء حملة قمع لجماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها الحكومة جماعة إرهابية تهدد وجود مصر.
وقال دبلوماسي غربي «لا يتعلق الأمر كثيرا بسياسات المؤامرة بل بعودة الاهتمام بمتطلبات الحياة اليومية المعتادة».
وأضاف إنها «علامة على نجاح السيسي في التعامل مع الأزمة الاقتصادية والأمنية لكنها علامة أيضا على ضعفه حتى الآن في إدارة مراكز القوى الأخرى.. والبيروقراطيون في أجهزة الأمن والقضاة والبيروقراطيون ورجال الأعمال».
واستطاع الرئيس الأسبق «حسني مبارك» إدارة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتراكمة في مصر على مدى عقود من خلال حزبه الوطني الديمقراطي حتى الاطاحة به في 2011 . لكن السيسي ليس لديه كيان حكومي قوي لمساعدته.
وقال هيلير «رئاسة السيسي أكثر تماسكا من أي نظام في السنوات الأربعة المنصرمة.. لكن ليس بالمقارنة مع مبارك».
- اقتباس :
احتكاك متوقع مع رجال الاعمال
ويقدم رجال الأعمال الذين ساعدوا مبارك على التشبث بالسلطة كل هذا الوقت مثالا على المشاكل المعقدة التي يواجهها السيسي. ويريده البعض أن يعجل بالاصلاحات في حين يسعى آخرون إلى عودة الرأسمالية الفاسدة لعهد مبارك لأجل مكسب شخصي.
وتلقي مصادر أمنية باللوم عن انتقادات هذا الأسبوع على رجال أعمال أقوياء لهم علاقات بوسائل الاعلام. وقال مصدر أمني «الخلافات القائمة بين السيسي ورجال الأعمال هي السبب». وأضاف أن رجال الأعمال يعارضون ما يرونه اعتمادا من «السيسي» على مؤسسات يمتلكها الجيش ومسؤولي مخابرات سابقين لتنفيذ المشروعات.
ويجب أن يتحسس «السيسي» خطواته. وتريد بعض شركات القطاع الخاص أن يخفف سيطرة الجيش على ما يقول محللون إنه نسبة كبيرة من الاقتصاد وهو تحرك قد يثير نفور قادة الجيش الأقوياء.
وقال «كمران بخاري» من مؤسسة ستراتفور جلوبال للمعلومات «الالتزامات السياسية والاقتصادية للسيسي تتناقض مع تلك الخاصة بالجيش وأيضا المؤسسة الأمنية الداخلية.. والقطاعات القوية ربما تلح على حاجته للانخراط في الاصلاحات».
وبدأت الصحف المصرية التي كانت في وقت ما تمطر «السيسي» بالمديح في الشكوى بشأن الرجل الذي يمتد طموحه من القضاء على التشدد الإسلامي إلى تحويل مصر إلى مركز قوة اقتصادي.
وسيكون أسوأ سيناريو بالنسبة للسيسي حدوث تذمر في الجيش الذي يهيمن على مصر منذ عقود أو من جانب دول الخليج المعارضة لجماعة الإخوان التي ضخت مليارات الدولارات إلى البلاد منذ الانقلاب على «مرسي».
ولا توجد إشارة على أن أيا من الجانبين انقلب على «السيسي» أو يعتزم ذلك. لكن التغطية الإعلامية أثارت رغم ذلك تكهنات يمكن أن تجعل مهمة «السيسي» أصعب.
ولا شك أن «السيسي» يخضع لتدقيق أكبر مما كان في أي وقت مضى. وظهر يوم الثلاثاء حذرا وأقل ثقة من المعتاد أثناء توجيه كلمة مسجلة للأمة عبر التلفزيون، بحسب«رويترز».
وقال السيسي «مهم قوي انكم تتأكدوا... إن أنا مفيش حاجة عندي بخبيها عليكم. أنا بقول كل اللي موجود من تحديات بمنتهى الوضوح». وأضاف أنه شعر أن المصريين أصبحوا غير مستريحين إزاء التقدم في المشروعات الاقتصادية على مدى الشهور القليلة المنصرمة.
وقال المذيع التلفزيوني «عمرو أديب» الذي يقدم برنامجا يحظى بمشاهدة واسعة في الشرق الأوسط إن «السيسي» كان يحاول في كلمته طمأنة المصريين إلى أنه يتأكد من أن المشروعات المتعددة ستنجح.
وأضاف أن من الواضح أن «السيسي» يشعر بقلق بشأن أحاديث الناس.
واختتم التقرير مشيرا إلى أن الاختبار الكبير القادم للسيسي سيكون في شهور الصيف القائظ حين ستواجه الحكومة ضغطا لتخفيف انقطاع الكهرباء.
المصدر | مايكل جورجي، رويترز - تحرير الخليج الجديد