إذا تم تنفيذ حكم الإعدام فإن ذلك سيقوي الرئيس الحالي ويضع نهاية للمطالبات بعودة الإخوان المسلمين للسلطة، ولكنه سيُواجه باستهجان دولي ومحلي
[size=39]كيف قرأت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الصهيونية الحكم بإعدام «مرسي»؟[/size]
19-05-2015 الساعة 15:35 | محمد خالدلأن الرئيس المصري «محمد مرسي» كان أول رئيس مصري يرفض التعامل مع الدولة الصهيونية، وبلغ به الرفض حد عدم ذكر لفظة (إسرائيل) على لسانه طوال عام حكمه، فقد جاءت التعليقات في الدولة الصهيونية على قرارات إعدام «مرسي» و123 أخرين من قيادات الاخوان وفلسطينيين، مبتهجة شعبيا وإعلاميا، فيما ألتزمت الحكومة الصهيونية الصمت، ودعا دبلوماسيون وكتاب لتسريع إعدامه، وتحدثآ اخرون عن صعوبة تنفيذ الحكم وقالوا إن الملك السعودي «سلمان» سيتدخل لمنعه لمنع تفاقم الأوضاع في مصر.
وتراوحت التعليقات التي أطلقها مسؤولون إسرائيليون سابقون، خاصة سفراء تل أبيب بالقاهرة، وكذا المحللون الصهاينة في صحف تل أبيب، بين الفرحة بإعدام من أسموه «عدو إسرائيل».
ولكن الأصوات المحايدة نسبيا في مراكز الأبحاث وبين المحللين السياسيين الصهاينة قالت إن الحكم بإعدام «مرسي» سياسي لا قضائي، وما هو إلا «حركة إعلامية واستعراض عضلات لن ينفذ، وحذرت من أن إعدامه فعلا معناه انتقال المئات من انصاره من معسكر الاعتدال إلى التطرف ما سينعكس على أمن الدولة الصهيونية التي تخشي مقاتلي "ولاية سيناء" الذين أرهقوا الجيش المصري في سيناء»، بحسب قولهم.
- اقتباس :
للإعدام فوائده وعواقبه
صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية قالت في تقرير بعنوان «إعدام مرسي له فوائده وعيوبه بالنسبة للسيسي»، أنه «إذا تم تنفيذ حكم الإعدام بالرئيس الأسبق محمد مرسي، فإن ذلك سيقوي الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي ويضع نهاية للمطالبات بعودة الإخوان المسلمين للسلطة، ولكنه سيُواجه باستهجان دولي ومحلي»، مشيره لسبق إلغاء أحكام الإعدام على 36 من الإسلاميين فبراير/شباط الماضي.
وقالت أن «السلطات المصرية ينتابها القلق حيال تداعيات إعدام مرسي، وهو الأمر الذي قد يزيد لهيب التمرد الإسلامي المشتعل فعليا، لأن إعدام مرسي من الممكن أن يؤدي بالعديد من مناصري الإخوان المسلمين للتطرف بشكل أكبر والانضمام للجماعات الجهادية مثل تنظيم داعش، الذي ينشط في سيناء، أما على الصعيد الدولي، فإن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيوجهان سهام نقدمهما للسيسي دون شك ولن يقفا بجانبه في حال سعيه للحصول على مساعدات عسكرية أو اقتصادية، إذا أعدِم مرسي».
ونقلت الصحيفة عن السفير الاسرائيلي السابق بالقاهرة «تسفي مزائيل» والمحاضر حاليا بـ «مركز القدس للشؤون العامة» تقليله من شأن إعدام مرسي وتأثيره عالميا بقوله: «في حين أن العديد من الأشخاص في الغرب كانوا يعبرون عن غضبهم على حكم الإعدام، رفعت مؤسسة ستاندرد آند بورز توقعاتها للتصنيف الائتماني السيادي لمصر من مستقرة إلى إيجابية».
وأضاف بقوله: «إن السعي لتنفيذ عقوبة الإعدام بمرسي، هو جزء من حرب السيسي الصعبة التي يشنها ضد الإرهاب الإسلامي»، لكن السفير الصهيوني السابق اعترف بأنه «غير متأكد أن ذلك الحكم سيتم تنفيذه فعليا وربما يتم إلغاءه أو استئنافه».
- اقتباس :
الملك «سلمان» سيمنع إعدام «مرسي»
وفي تعليقات متعددة للفضائيات الصهيونية شكك معلقو القنوات وضيوفها من المحللين في إمكانية تنفيذ حكم الإعدام بحق «مرسي،» في حلقات للقناة الأولى والعاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي، وقالوا للقناة الأولي إنه «مازال بعيدا»، فبخلاف إمكانية الطعن على الحكم والتي قد تستغرق وقتا طويلا، فإن «الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، الذي يسلك اتجاها مغايرا لسلفه الراحل عبد الله تجاه الإخوان المسلمين قد يضغط لمنع إعدام مرسي».
بينما قالت القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي: «إن إعدام مرسي يسطر نهاية حقبة الإخوان في البلاد بعد أن حكم القضاء على المئات من مؤيدي مرسي بالإعدام»، ولكنها نقلت عن ضيوفها أيضا رغبتهم بسرعة إعدامه، مع توقع وجود عقبات.
وزعم «عوديد جرانوت» المحلل الإسرائيلي للشئون العربية في القناة الأولي أن الشارع المصري يدعم قرارات الرئيس الحالي «عبد الفتاح السيسي» بإعدام «مرسي» وقيادات وأعضاء جماعة الإخوان.
- اقتباس :
لهذه الأسباب لن يُعدم «مرسي»
وقد تبني المحلل الصهيوني «آفي يسسخروف» فكرة عدم تنفيذ حكم الاعدام في تحليلات نشرها بموقع «والا» الناطق باسم الجيش الصهيوني، وصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، مشيرا ألي أن «حكم إعدام مرسي لن تسارع السلطات المصرية إلى تنفيذه».
وقال: «الحديث يدور عن خطوة إعلانية فقط جاءت لاستعراض العضلات، لأن أحدا لا يرغب في إعادة الاضطرابات للشوارع في مصر»، مشيرا لأن «تنفيذ الإعدامات بحق قادة الإخوان ومن بينهم مرسي يمكن أن يتسبب في رد فعل معاكس وغير مرغوب للنظام المصري، على شكل اضطرابات في الشوارع، لا يمكن السيطرة عليها، وسوف يتعذر وقتها منع الشباب من الانضمام لنشاطات الإخوان المسلمين».
وقال إن «حكم الإحالة للمفتي ما هو إلا مجرد خطوة تعريفية جديدة من جانب الحكومة المصرية بأنها تستخدم المحاكم في بعض الأحيان لإظهار موقفها المتشدد تجاه جماعة الإخوان»، وأن «مصر تريد إرسال رسالة من خلال هذا الحكم إلى قادة حماس بضرورة وقف كافة أنواع التعاون مع الجماعات الإرهابية في سيناء».
أما تحليل نفس الكاتب في موقع «والا» الإسرائيلي، فوصف فيه الحكم بإعدام «مرسي» بأنه «ضربة للإخوان المسلمين، ويأتي استكمالا لسلسلة الأحكام القاسية بحق قيادات وأعضاء الجماعة»، مشيرا إلى أن «الحكم ليس نهائيا وأن بإمكان مرسي الطعن عليه أمام محكمة النقض، في خطوة قد تستغرق سنوات».
وعلق علي قول «حماس» أنها غير متورطة في مصر وأن الأحكام ظلمتها: «يبدو أن الحق مع أبو زهري، فحتى الآن ليست هناك دلائل واضحة لدى السلطات المصرية تثبت تورط الحركة في تنفيذ عمليات إرهابية على الأراضي المصرية، ومع ذلك هناك صلة بالتأكيد بين نشطاء التنظيم (مثل أيمن نوفل) في تقديم مساعدات لوجيستية لعناصر داعش بسيناء»، بحسب زعمه.
- اقتباس :
فرحة صهيونية على «تويتر»
علي صعيد مواقع التواصل، فقد بدا، بحسب تعليقات خبراء في الشئون الصهيونية، أن الشارع الإسرائيلي تلقي خبر الحكم على الرئيس «محمد مرسي» بالإعدام وإحالة أوراقه للمفتي، بفرحة شديدة، مشيرين لأن هذا ظهر بوضوح في تعليقات القراء على عدد من المواقع الإسرائيلية مصحوبا بتأييد تام لنظام «السيسي» الذي وصفوه بأنه حامي اسرائيل من أعدائها.
حيث دشن متابعون إسرائيليون هاشتاج على موقع «تويتر» للسخرية من «مرسي» تحت عنوان «الطلب الأخير لمرسي» في إشارة إلى الطلب الذي عادة ما يطلبه المقبلون على الإعدام، حيث كتبت Sanity ساخره: «أريد أن أدفن بالقرب من هتلر»، وأضاف آخر: «ما هو طلبك الأخير؟ أن أذبح اليهود».
وقال «يتسحاق بخار» الذي يعمل في البحرية الإسرائيلية معلقا على تقرير موقع walla عن إعدام «مرسي»: «لا يشكل فارقا بالنسبة لي كيف سقط مرسي الذي ساعد حماس في غزة، أنا سعيد لأن السيسي انتخب وتم تصفية حكم حماس المصرية».
فيما غلبت التعليقات الدينية علي إعدام «مرسي» وتقاتل المصريين بعضهم البعض، حيث كتب «كحلون سفاري» يقول: «أيها الصديقون يرسل الرب من ينفذ مهامكم بيديه»، واستشهد أخر بما قال أنه ورد في سفر أشعياء وفيه: «وأهيج مصريين على مصريين، فيحاربون كل واحد أخاه وكل واحد صاحبه: مدينة مدينة، ومملكة مملكة».
وقالت «يارا مينزين»: «لأن العلمانيين والإسلاميين في مصر على حد سواء يكرهون إسرائيل واليهود بنفس الشكل، لم يبق إلا أن نتمنى للطرفين التوفيق»، ورد عليها «آدم كتاف»: «هذا غير صحيح، فالسيسي يمثل العلمانيين ولا يكره إسرائيل، ويتعاون معنا في المجال الأمني».
- اقتباس :
ليت القضاء الصهيوني يتعلم من المصري
وسعي صهاينة للمقارنة بين القضاء المصري والصهيوني، معلقين علي قرارات للقضاء الصهيوني التي تنصف «أعداء إسرائيل» من الفلسطينيين على حد وصفهم، وعلق «أوري شابير» داعيا القضاء الصهيوني للتعلم من نظيره المصري، فكتب قائلا: «كل الاحترام لهم، خسارة أننا لا نتعلم منهم، على الأقل في هذه المسألة كنت أفضل هؤلاء القضاة وليس محكمة العدل العليا (الاسرائيلية) التي تعمل لصالح الخونة من اليسار وهم ضد الدولة، وموالين للعرب، لكن المحكمة والمفتي المصري يعمل لصالح دولته أولا، ضد الخونة» على حد قوله .
ولكن آخرون من عرب إسرائيل علقوا عليه قائلين: «ليست هناك عدالة في مصر، ماذا يريدون منه؟ ماذا فعل الرجل؟ القضاة المصريون فشلوا فشلا ذريعا».
وهو نفس ما قاله القارئ «موتي هداسي» بصحيفة «يديعوت أحرونوت» علي خبر إعدام «مرسي» حيث كتب يقول: «في الديمقراطية المصرية تأتي الأحكام من أعلى قبل المحاكمة..من يمكنه أن يطلق على هذه محاكمة عادلة؟».
المصدر | الخليج الجديد