«فورن بوليسي»: إرث آخر فراعنة مصر الثقيل يثقل كاهل الرئيس المقبل
الأربعاء 20 يونيو 2012 - 9:45 م
واشنطن - أ ش أ
اعتبرت مجلة «فورن بوليسي» الأمريكية، اليوم الأربعاء، أنه مهما كانت هوية الرئيس المقبل لمصر، فإنه سيكون في مواجهة إرث ثقيل، خلفه عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وأوضحت المجلة، أن إرث «فرعون مصر» الثقيل، خلّف وراءه إرثا ثقيلا، يتمثل في مؤسسات دولة متهاوية، وديمقراطية شكلية، ومناخًا سياسيًا ملوثًا، واقتصادًا على شفا الانهيار، ونظام تعليم مرتبك، ونظام رعاية صحية يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وأضافت، أن مصر لم تبع مبارك، كما اعتاد هو القول، بل كان مبارك هو من باع مصر وسلب ثروات «وطنه الحبيب»، وانتزع أشلاءه، وعمل على تجريد المواطن من كرامته وعزته الوطنية وانتمائه لبلاده.
وذكرت، أن اللحظات الأخيرة لمبارك في مستشفى المعادي العسكري، لم تجسد ما طمح إليه المصريون عندما نزلوا في الشوارع في يناير 2011، مطالبين بتحقيق العدالة، واحترام كرامة المواطن، والانتقام ممن تسببوا في معاناتهم طيلة عقود ماضية.
وأردفت المجلة، أن التاريخ لن يذكر مبارك سوى بإخفاقاته السياسية المزرية، واستبداده الذي كان عنوانًا لفترة حكمه للبلاد على مدار ثلاثة عقود وأكثر، انتهت بالثورة المجيدة التي أطاحت به.
وأعادت المجلة إلى الأذهان بدايات حكم مبارك، مشيرة إلى أنه منذ أن حلف اليمين الدستورية في 14 أكتوبر 1981، كان من الممكن تصوره في صورة زعيم إصلاحي؛ حيث أبدى عزوفًا عن السلطة، محتضنًا المعارضة التي كانت في ثورة مفتوحة ضد حكم سلفه السادات، متعهدًا باستخدام قانون الطوارئ بحكمة وحصافة.
ولفتت المجلة إلى أن الفتيل الذي أشعل ثورة الشعب المصري العام الماضي، لم يكن التعثرات الاقتصادية، بقدر ما كان رغبة في التعبير عن سخط لدى أبناء الشعب، حيال النظام السياسي القائم على التزوير والتلاعب، بهدف خدمة مصالح مبارك وأذنابه.
ورأت المجلة، أن مبارك، الذي سعى إلى اتساع حجم نفوذه، بينما قلص دور وحجم مصر الإقليمي والدولي، انصاع لإغواء السلطة المطلقة، وذهب في قمع معارضيه، ليصبح قانون الطوارئ وكأنه ملهى، واكتظت السجون بالمعتقلين.