تايم: مرسى تولى واحدة من أصعب الوظائف فى العالم
2012-07-01 --- 11/8/1433
المختصر/ قالت مجلة "تايم" الأمريكية إن الرئيس المصري محمد مرسى يتولى المهمة هى الأصعب فى العالم كله، وحذرته من أن المسألة الأكبر التى يجب أن تكون مبعث قلقه هى الاقتصاد.
وقالت المجلة فى تقرير لها على موقعها الإلكترونى اليوم، الأحد، إن ارتفاع الديون وانخفاض معدلات النمو تهدد بإفشال الثورة المصرية مثلها مثل سيطرة الجنرالات على السلطة. وأضافت أن المصير السياسى للرئيس مرسى يعتمد على ما إذا كان سيستطيع أن يتحول نحو اقتصاد مذهل لمصر.
وترى تايم أن مرسى تولى واحدة من أصعب الوظائف فى العالم بتوليه رئاسة مصر، فعليه أن يستعيد الاستقرار لبلد يمزقه الاضطراب السياسى وأن ينتزع السيطرة على ثورة البلاد المتلاشية من يد الحرس القديم، وإقناع المتشككين فى الداخل والخارج أن بإمكان إسلامى أن يدير أكبر دولة فى العالم العربى بتسامح وواقعية، لكن مصير مرسى فى النهاية ربما يعتمد على قدرته على أن يقود مصر نحول تحسن اقتصادى مذهل.
وتتابع المجلة قائلة إنه على الرغم من أن هناك الكثير من الأسباب التى أدت إلى الثورة فى مصر والدول الأخرى، وأغلبها عانت من عقود من القمع السياسى، إلا أن المشكلات الاقتصادية لعبت دورا رئيسيا فى إندلاع الربيع العربى. فبينما شهدت مناطق أخرى من العالم النامى ولا سيما فى شرق آسيا زيادات كبرى فى الثورة والنفوذ الاقتصادى فى العقود الأخيرة، إلا أن الشرق الأوسط كان يقف فى مكانه.
وتحدثت المجلة عن المشكلات الاقتصادية التى تواجه مصر، وقالت إنها صعبة بما يكفى، لكن شهور الاضطرابات التى تلت الثورة أدت إلى تفاقم الموقف الاقتصادى مع تراجع احتياطى النقد الأجنبى وارتفاع عجز الميزانية. ويقول المحللون الاقتصاديون إن الوقت ليس فى صالح مصر. لكن الوقت هو ما يحتاجه مرسى تماما، حيث إن إصلاح اقتصاد مصر يتطلب الكثير منه.
وتمضى المجلة قائلة: "إنه على المدى القصير سيحتاج مرسى إلى وقف العجز فى الموازنة والذى سيترتب عليه إصلاحات حساسة من الناحية السياسية تتمثل فى وقف دعم الغذاء. وعلى المدى الطويل فإن مرسى سيضطر إلى البدء من جديد فى النمو بالقضاء على البيروقراطية وتحسين مناح العمل، من أجل جذب المستثمرين الأجانب وتحرير شركات القطاع الخاص وخلق مزيد من الوظائف".
وقد طرح مرسى والإخوان المسلمين أجندة إصلاحية تسعى إلى جذب الاستثمار الأجنبى، لكن السؤال الأهم الآن يتعلق بقدرته على تنفيذ هذه الإصلاحات. فالجيش حد من صلاحيات الرئيس والمسئولين المنتخبين.
ومن المرجح أن تؤدى المواجهة المحتملة بين مرسى والمجلس العسكرى إلى إبقاء حالة عدم اليقين السياسية عميقة لبعض الوقت وتفزع المستثمرين وتجعل حل المشكلات الاقتصادية أصعب.
وختمت تايم تقريرها قائلة إن خلاصة القول هى أنه حتى يتم إصلاح السياسة فى مصر، فلن يكون ممكنا إصلاح الاقتصاد. ومع ارتفاع مستوى الشكوك بشأن حكومة مرسى، فإن قدرته على إحداث تغيير ستكون منخفضة. وهذا لا يبشر بالخير للعاطلين عن العمل أول لمستقبل ثورة مصر الديمقراطية