تفريس التشيع/2
د. محمد بن صالح العلي
06 مايو 2013 04:55 PM
عمدنا إلى الإجمال في المقال السابق، والآن يحسن بنا أن نفصّل ونوضح فنقول وبالله التوفيق:
لقد قام علماء التشيع الفارسي بمحاولة لتصحيف التشيع العربي وإزالة آثاره العربية وثوابته الإسلامية، وفتحوا في سبيل ذلك جوانب متعددة، وآفاق غير محدودة، ومن ذلك فتحوا نوافذهم تجاه كتاب الله وسُنَّةَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) التي سار على هديها شيعةُ العرب آنذاك، فعمدوا إلى القول بتحريف القرآن وأشهرهم:
1ـ ثقة الشيعة علي بن إبراهيم بن هاشم القُمِّي (ت/307هـ).
2ـ محمد بن يعقوب الكليني (ت/329هـ).
3ـ المحقق محسن الكاظمي.
4ـمحمد بن باقر المجلسي (ت/1111هـ).
5ـ محمد بن إبراهيم النعماني تلميذ الكليني.
6ـ سعيد بن عبد الله القمي.
7ـ محمد بن الحسن الصَفّار.
وسببُ القول بالتحريف إنما كان لهدم العقيدة الإسلامية التي بنيت على القرآن، حتى زعم النوري الطبرسي ورود ألفي حديث في التحريف، وقد أثار التشيع الفارسي الخلافات بين المسلمين، وكذا في داخل البيت الشيعي العربي، ثم أشاعوا فكرة القول بأن للقرآن ظهرًا وبطنًا، فالباطن يختص بالدعوة إلى الإمامة وما يتعلق بها، والأمر بطاعة أئمتهم والنهي عن مخالفتهم، والطعن في مخالفيهم، والباطن لا يدرك تفسيرَهُ إلاّ الإمام، حتى حملوا الآيات ما لا تتحمله، وقالوا بآرائهم وتأويلاتهم على الله بغير علم، فلما رأى التشيع الفارسي عدم جدوى تأويل القرآن على وفق أفكارهم الوثنية من بقايا قبل الإسلام التَفُّوا حول القول بتحريف القرآن.
ونجد في كلام الحكيم ما يردّ ُذلك، حيث يقول: (ومن الواضح الخاصَّة من أهل البيت لم يختصوا وحدهم بالخطاب، بل لم يكونوا كلهم حاضرين وقت الخطاب ) وقال (على أنَّا نقطع أنّ الكتابة والدستور الخالص لا يختص بطائفة دون طائفة، ولا زمان دون زمان، ليصح افتراض اعتماده على القرائن الحالية التي لا يدركها إلاّ مَن قصد إفهامهم بها، ولو فرض اختصاصه بخصوص المخاطبين لوجب قصره على مَنْ كان حاضرًا عند نزول الآيات وهم القلة من الصحابة...)[أصول العامة/ للحكيم:105ـ107].
إنَّ الذي يستعرض تأويل التشيع الفارسي لآيات القرآن يُلاحظ:
• إن معظم آياته نزلت في آل البيت، كما في كتاب الاحتجاج للطبرسي في جزئه الأول، حيث أوَّل ثلاث وسبعين آية في علي (رضي الله عنه) وأبنائه.
• لا علاقة للقرآن بوضع المجتمع، إنما هو يدور حول الصراع بين الصحابة وأهل البيت، وما يجري في المستقبل.
• الهدف إفراغ القرآن من محتواه التشريعي والديني والاجتماعي، وبالتالي إفقاده قيمته كأهم تشريع سماوي أوحي للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
وهكذا استطاع الفرس من تحريف كتاب الله تحت ستار التشيع، وبذلك استطاعوا من زرع الفتنة بين المسلمين، وإدخال كثير من العقائد المجوسية من خلال هذا التحريف.
- See more at:
http://www.almesryoon.com/permalink/130243.html#sthash.jvNuviT1.dpuf