هؤلاء يدعون لمقاطعة دستور الدم
الخميس, 26 ديسمبر 2013 - 04:24 pm
عدد الزيارات: 1166 | طباعة طباعة
كتبت: شيماء مصطفى
دعا عدد كبير من النخبة السياسية والشيوخ العلماء جموع الشعب المصرى إلى مقاطعة دستور الدم والعار الذى قامت على طبخه لجنة الخمسين الانقلابية، مؤكدين أن كل ما يصدر عن الانقلاب فهو باطل.
كما أضافوا أن دستور الانقلاب هذا يكرس للعنصرية والظلم والطغيان، كما أنه يحول غالبية المصريين إلى خدم وضيوف عند العسكر، فضلا عن أنه لا يراعى القيم الأخلاقية ولا الدين، وأنه دستور جاء على دماء وأشلاء أبناء الشعب المصرى، كما أنه يصوت عليه وفى السجن آلاف المعتقلين ولم يطرح للحوار المجتمعى، مؤكدين على أن المشاركة فيه إقرار للباطل.
السادة والعبيد
دعا الشاعر عبد الرحمن يوسف فى إحدى مقالاته إلى مقاطعة الدستور، واصفا إياه بـ«العنصرى»، وقال الشاعر فى مقاله إن الدستور الذى وصفه أعضاء الخمسين بـ«المعجزة» يضع سيف المحاكمات العسكرية على رقبة غالبية المواطنين، ويجعل من وزير الدفاع إلها يعبد فى الأرض من دون الله !
وتابع أن جوهر الدستور المزعوم«العنصرية»،حيث يحول الغالبية الساحقة من المصريين إلى خدم أو ضيوف–على أقل تقدير–عند أصحاب الوطن الحقيقيين«العسكر» !
كما أضاف أن مواد الدستور تجعل كل من سينتخبهم الشعب لا يستطيعون الاقتراب من مؤسسة القوات المسلحة، سياسيا أو اقتصاديا أو غيره، وكذلك جميع أجهزة القضاء، ولا يوجد أى مواد تمنع التمييز فى الالتحاق بهذه الأماكن، وكذلك سائر مؤسسات الحكم، مثل الشرطة والخارجية، قائلا:إنهدستورالسادةوالعبيد.
أما عن «الحرب على الإرهاب» فيقول عبد الرحمن يوسف إنه لم يجد إرهابيا أكبر من أجهزة الأمن التى تحرق المواطنين أحياء على أبواب السجون بعد أن قبضت عليهم!
و إن الدستور الذى يقتل خلال كتابته آلاف المواطنين لا يعبر عنه ، والدستور الذى يصوت عليه وفى السجن آلاف المعتقلين لن يشارك فى التصويت عليه، والدستور الذى يكتب فى جلسات سرية، ودون أن يطرح للحوار المجتمعى، لا يمكن أن يساهم فى إعطائه شرعية كاذبة.
و أعرب الشاعر أنه إذا لم يحصل هذا الدستور على ثلاثين مليونا من الموافقين فمعنى ذلك أن كل ما قيل من أرقام المشاركين فى« 30 يونيه»لم يكن أكثر من كذب ،وأنه يبدو أن التزوير هو الحل، وإلا ستكون الفضيحة بجلاجل!
دستور للصليبيين
ومن جانبه، قال الداعية الإسلامى وجدى غنيم، إن الانقلابيين، وضعوا دستورا خاصا بهم، مؤكدا أن هذا الدستور لـ«العلمانيين والصليبيين»، واصفا إياه بـ«دستور الكفر»، على حد قوله.
وأشار غنيم، فى أحد فيديوهاته على موقع الـ«يوتيوب»، إلى أن الشعب المصرى يخرج يوميًا لإسقاط الانقلاب العسكرى، مؤكدا أن هؤلاء الانقلابيين يحكمون بدستورهم الجديد.
ودعا «غنيم» الشعب المصرى للامتناع عن الخروج للاستفتاء على الدستور، حتى لا يكتسب شرعية، قائلا: «خليهم هم يوافقون على دستور الكفر».
وبرر «غنيم رفضه» للاستفتاء على الدستور نظرا لأنه «سيضفى شرعية للانقلاب»، مشيرًا إلى ما اعتبره «عيوبا فى الدستور»، والتى تمثلت فى إلغاء إنشاء أحزاب على أساس إسلامى أو دينى، والمادة 219، ورفض مراعاة الدولة للقيم والأخلاق والدين، على حد زعمه.
خيانة وانقلاب
كما استنكر الداعية محمود شعبان مواقف حزب النور السلفى من المشهد السياسى الراهن، واصفًا إياه بـ«حزب الزور»، كما خاطب قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسى، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ومن يعاونوهم بقوله: «باب التوبة مفتوح لكم».
وظهر «شعبان» فى مقطع فيديو منشور على «يوتيوب»، طالب فيه المسلمين بمقاطعة الاستفتاء على الدستور، وقال: «هذا الدستور لا صلة لنا به، وهؤلاء الانقلابيون اختطفوا مصرا لأسوأ مكان وغد، والله سيعيد الحق لأهله وسينتقم».
وأضاف: «أطالب كل مسلم بمعارضة هذا الدستور ولا تقل نعم أو لا، وأرهم حجمهم فى الشارع حين تصور الفضائيات المدلسة الطوابير خاوية على عروشها فيعلموا أن مصر امتنعت عن قبول هذا الانقلاب»، معتبرًا النزول للمشاركة فى الاستفتاء هو «إقرار الباطل».
واعتبر «شعبان»، فى كلمته، أن «السيسى خان سيده ورئيسه وانقلب عليه»، موضحًا: «السيسى يسأل عن هذه الدماء التى أريقت وستراق، وكل شر يدبر لمصر يسأل عنه ، الذى خان سيده وانقلب عليه وخان رئيسه وحنث يمينه وانقلب على الرئيس المنتخب».
وتابع: «نحن أول من عارض الرئيس المنتخب لأننا لا نخاف إلا الله، وحزب النور أحسنا الظن به فيما مضى وقلنا اجتهد فأخطأ»، متسائلًا: «قلتم اجتهدتم من أجل حرمة الدم فلما أريق الدم ما بان لكم خطأ اجتهادكم؟».
وتعجب من قبول ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، لتفسير المادة 219 فى دستور «لجنة الـ50»، مضيفًا: «يا دكتور ياسر عد إلى الله وأملنا كبير أن تتوب أنت ومن معك».
واعتبر أن ما تشهد مصر الآن «عبث وهزل وعما قريب سيزول»، وتابع: «لا نريد عودة مصر أو الإخوان إنما نريد عودة الحق، وقلت إذا سقط مرسى لن يصمد لنا رئيس وأى رئيس منتخب كنا سنقول له هذا».
ووجه حديثه لـ«السيسى وشيخ الأزهر وكل الأعوان»، قائلًا: «باب التوبة مفتوح لكم.. والله أحسدكم مع عظيم جرمكم وفعلكم ربكم حليم بكم.. قتلت وأحرقت وأفسدت وما زال باب التوبة مفتوحًا لك».
هدم 25 يناير
كما دعا الإعلامى أحمد منصور جموع المصريين إلى مقاطعة التصويت على دستور العسكر، مؤكدًا أنه يكرس لجمهورية الضباط ويضع أحذيتهم على رقاب الشعب.
وقال فى تغريدةعبر موقع «تويتر»: «دستور العسكر يكرس جمهورية الضباط، ويضع أحذيتهم على رقاب الشعب ويمكنهم من نهب ثروات مصر دون حسيب أو رقيب، ويهدم مكتسبات ثورة 25يناير.. قاطعوا التصويت».
لا يمثلنى
كما طالبت المحامية القبطية «نيفين ملك» - عضو جبهة الضمير الوطنى - إلى مقاطعة دستور العسكر الانقلابى، وقالت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك: «دستور جاء على أشلاء ودماء شركائى فى الوطنهو دستور لا يمثلنى».
أزمة
قال الشيخ محمد عبد المقصود، الداعية السلفى، إن الواجب الآن هو مقاطعة الاستفتاء على الدستور وعدم المشاركة فيه ولو بالرفض.
وأشار عبدالمقصود فى تصريحات صحفية، إلى ضرورة توافق سائر القوى الإسلامية والتحرك ككتلة واحدة فى مواجهة ما وصفه بـ«الأزمة».
مسرحية
كما دعا د. محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط، إلى مقاطعة الاستفتاء على الدستور و«تجاهل الأمر برمته وكأنه لا توجد لجنة انقلابية وضعت هذه الوثيقة ولا يوجد استفتاء من الأساس» على حد قوله، زاعمًا أن «لجنة الخمسين وكل ما ينتج عنها مسرحية لن نشارك فيها بأى دور».
وقال «محسوب» فى حوار له مع قناة «الجزيرة مباشر مصر»، إن «التحرك الشعبى الواسع ضد الإطاحة بالرئيس محمد مرسى، خاصة بعد فض اعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر فاجأ السلطة القائمة الآن، وأربك حساباتها» على حد زعمه، وتابع: «جوهر القضية فى مصر الآن أن هناك انقلابا عسكريا أسقط الشرعية وشعب يكافح لاسترداد هذه الشرعية».
فتوى
كما دعا الشيخ «أبو إسحاق الحوينى» - الداعية السلفى البارز - المصريين لمقاطعة الاستفتاء على الدستور الذى أعدته لجنة الخمسين المعينة من قبل سلطات الانقلاب.
وقال أبو يحيى الحوينى - نجل الشيخ - فى تدوينة له عبر حسابه على الفيسبوك: «سألت أبـى عن رأيه فى الاستفتاء على الدستور ٢٠١٣ فقال: «أرى بمقاطعة الاستفتاء على هذا الدستور».
وكان الشيخ الحوينى قد أفتى بمقاطعة الاستفتاء على الدستور المصاغ بواسطة اللجنة المعينة من سلطات الانقلاب، وعدم المشاركة فى التصويت عليه