جبهة العلماء تدعوا السيسي لمراجعة عقيدته أو بيان ملته للناس صراحة
السبت 3 يناير 2015
أصدرت جبهة علماء ضد للانقلاب مساء أمس بيانا نددت فيه بما جاء في كلمة السيسي في ذكرى مولد النبي ?، واعتبرتها خروج عن الإسلام وهو ما دعها لمطالبته بمراجعته لعقيدته.
وكما استنكرت الجبهة في بيانها صمت علماء الأزهر وعدم إنكارهم عليه وهو يتهم الأمة ودينها.
وجاء نص البيان كالتالي :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، وبعد،،
فإن جبهة علماء ضد الانقلاب تابعت حديث قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف لهذا العام 1436هـ، وما قاله في حديثه يتطابق مع عقيدته، ويتسق مع الخلفيات التي جاء بها وأتى منها، والجبهة تنقل كلامه هنا بنصه من دون تصرف، بلغته المتدنية المتخنثة الرقيعة الكسيرة، قال – فيما قال - :"لازم نتوقف كسيرا الحئيئة .. نتوقف كسيرا على الحالة اللي موجودة، وانا اكّلمت في الموضوع ده مره واتنين الحئيئة أبل كده ، نتوقف كسيرا أُدَّام الحالة اللي احنا موجودين فيها ... مش معؤول يكون الفكر اللي احنا بنقدسه ده يدفع بالأمة دي بالكامل إنّ هي تبأى مصدر للألأ وللخطر وللقتل والتدمير في الدنيا كلها، مش ممكن يكون الفكر ده .. أنا مش بقول الدين، أنا بقول الفكر ده، اللي تم تقديسه: نصوص وأفكار تم تقديسْها على مئات السنين وأصبح الخروج عليها صعب أوي لدرجة انّ هي بتعادي الدنيا كلها .. بتعادي الدنيا كلها .. يعني الواحد وستة من عشره مليار هيئتلوا الدنيا كلها اللي فيها سبعة مليار عشان يعيشوا هُمّا؟ مش ممكن. الكلام ده أنا بؤوله هنا في الأزهر هنا .. أمام رجال وعلماء الدين .. والله لأحاجِيكم يوم القيامة أمام الله سبحانه وتعالى على اللي أنا بكّلّم فيه ده دلوأتي .. إنتَ مش ممكن تكون وانت جواه تكون حاسس بيه، مش ممكن وانت جواه تكون حاسس بيه ... لازم تخرج منُّه وتتفرج عليه وتِئراه بفكر مستنير حقيقي".
أراد قائد الانقلاب في كلامه هنا أن يُلبِّس على الناس بأنه لا يتحدث عن "الدين"، وإنما يتحدث عن الفكر الذي تم تقديسه، ثم يعود ليتحدث عن "نصوص" وأفكار، ويأمر بالخروج من المنظومة كلها لنرى الصورة بشكل حقيقي ونعالجها بفكر "مستنير" - لعله يقصد الفكر الذي أمر "فاطمة ناعوت" أن تصحح به صورة الإسلام!! - وهو ما لا يستبعد معنى تعزيز الردة في المجتمع وتشجيع موجات الإلحاد التي تتزايد في مصر والعالم العربي وتعلن عن نفسها بدون مواربة، ويشجعها الخائن لديننا وأمتنا وشعبنا بعدم ممانعته من ظهورها في حديث له سابق.
ولا ندري في أي عصر دعا ديننا إلى قتل الناس من أجل أن يعيشوا، ولا في أي عصر وجد هذا الفكر في حضارتنا التي تعايشت مع جميع الديانات والملل والنحل والمذاهب، وأفسحت لهم الطريق أن يضيفوا كسبهم وإضافتهم للحضارة الإنسانية، بينما لم يُضطهد في تاريخ البشرية أحد بقدر ما اضطهد المسلمون بسبب دينهم وعقيدتهم، وما يزالون.
وإن كان قائد سفك الدماء يقصد جماعة بعينها أو جماعات، فليحدثنا عن تاريخهم وأدبياتهم، ومتى رأوا ذلك أو قالوه!..
إن هذا الخائن المنقلب المهدر لإرادة الأمة يؤكد بكلامه اليوم الشبهاتِ التي تحوم حوله شخصيًا، وتحوم حول نسبه كل يوم!
ومن أسف أن "الأزهر الرسمي" و"الإفتاء الرسمي" يجلس أمامه ولا يحرك شفتيه بكلمة، بل يصفقون ويشجعون ويؤيدون، وكيف لا وهم من حضروا مشهد الانقلاب، وأفتوا بقتل الآلاف؟!
كما لا يفوتنا في هذا البيان أن ننعي مكانة "الأزهر الرسمي" الذي يجلس "شيخُه" على شمال الخائن المنقلب، ويجلس على يمين الخائن رئيسُ الوزراء ثم وزير أوقاف الانقلاب .. فأصبح الأزهر على الشمال، بعدما كانت له صدارة العالم في الفكر والرأي والمكان والمكانة!!
إننا ندعو قائد الانقلاب الخائن لمراجعة عقيدته وبيان ملته بصراحة للناس بعد هذا التأكيد الذي يؤكده، كما ندعو علماء الأزهر الشرفاء ودعاته الأحرار: "الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ". [الأحزاب:39]، وليس عبيد السلطة والمتغنِّجين للشرطة، أن يبينوا موقفهم مما قاله هذا المنقلب، ليكون الناسُ على بينة من أمرهم، ومحجة بيضاء من دينهم، وقد أخذ الله العهد على العلماء أن يبنوا ولا يكتموا .. وجبهة علماء ضد الانقلاب تبرأ إلى الله من هذا الكلام، وتنكره باللسان، وتدعو إلى إنكاره وإدانته والتبرؤ منه، والله يقول الحق، وهو يهدي السبيل.
صدر عن المكتب التنفيذي لجبهة علماء ضد الانقلاب
في يوم الجمعة 11 ربيع الأول 1436هـ الموافق 2 يناير 2015م.