توفي صباح اليوم جمعة أمين، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين في العاصمة البريطانية لندن، عن عمر ناهز 80 عامًا.
وأمين هو أحد أهم مفكري الجماعة والمؤرخ الرسمي للإخوان المسلمين وله الكثير من الأطروحات السياسية والعديد من المؤلفات مثل "شرح الأصول العشرين للفهم" و"أوراق من تاريخ الإخوان" والذي يعد الكتاب الوحيد الموثق من قبل الجماعة لتاريخ الإخوان في مصر.
مولده ونشأته
ولد أمين عام 1934م بمحافظة بني سويف، بصعيد مصر. وحصل على بكالوريوس (الخدمة الاجتماعية) بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف عام 1961م.
عمل باحثًا بمحافظة الإسكندرية، ثم رئيسًا لقسم البحوث، ثم مديرًا لمباني المحافظة، ثم رئيسًا لمجلس إدارة مدارس المدينة المنورة بالإسكندرية.
اعتُقل عام 1965م حتى 1971م ثم قُبض عليه عام 1992م لعدة أشهر.
وعمل مديرًا للندوة العالمية للشباب الإسلامي بجدة في الفترة من 1981م حتى 1985م
متزوجٌ، وله ثلاثة أولاد و7 أحفاد.
انضمامه للإخوان ومسيرته العملية
وانضم أمين للإخوان المسلمين عام 1951م، إذ كانت الجماعة معلنة ولها شُعبها التي يتردد عليها الجميع. وعاصر الإمام حسن البنا في مقتبل عمره؛ لكنه لم يعايشه ولم ير الإمام واستمع إليه وهو لم يدرك فهم الدعوة بعد ولم يكن قد انضم إلى الإخوان بعد.، ثم عضوًا للمكتب الإداري بالإسكندرية، ثم نائبًا لرئيسه في الثمانينيات، ثم عضوًا لمكتب الإرشاد منذ 1995م حتى الآن وذلك عقب استقالة عباس السيسي .
وتأثر أمين بالأمام البنا تأثرًا عاطفيًا شديدًا من يوم استشهاده حين استمع إلى كلمة لأستاذ بالمدرسة نعاه وعرّف التلاميذ به. وارتبط بجماعة الإخوان وواظب على دروسهم وأنشطتهم بعد استشهاد الإمام وانتظم معهم حتى عام 1951 تاريخ الارتباط الفعلي.
وبعد أن بدأت الجماعة في استعادة نشاطها غير المعلن اشترك فيه إلى أن قُبض على تنظيم 1965 الذي اُعدم فيه الشهيد سيد قطب واستمر في السجن حتى بداية 1971 وأُفرج عنه حين بدأ الرئيس الراحل أنور السادات في الإفراج عن الإخوان بعد موت الرئيس جمال عبد الناصر.
وخرج من السجن وعمل باحثًا بمحافظة الإسكندرية، ثم رئيسًا لقسم البحوث الاجتماعية بها ثم مديرًا.
وعمل بالمملكة العربية السعودية مديرًا لمكتب الندوة العالمية للشباب الإسلامي بجدة من عام 1981 حتى 1985.
وبعد عودته إلى الوطن شارك في إنشاء مدارس المدينة المنورة بنين – بنات و كان رئيس مجلس إدارتها.
وكان أمين عضو في مكتب إداري الإسكندرية للإخوان المسلمين ثم نائبًا لرئيسه ثم انتخب عضوًا لمكتب الإرشاد من عام 1995 حتى الآن.
وأشرف جمعة أمين على القضية التي رفعتها جماعة الإخوان المسلمين ضد عبد الفتاح السيسي عقب انقلاب 30 يونيو، وأوكل القضية للمحامي الشهير اللورد ماكدونالد، الذي كان مسئولا كبيرًا في النيابة البريطانية.
فكره وأيدلوجيته
ويعد أمين أحد أهم مفكري جماعة الإخوان المسلمين حيث أشرف على كتابة سلسلة أوراق في تاريخ الإخوان المسلمين وله الكثير من المؤلفات الدعوية والتربوية الشارحة لتصورات الإخوان وأفكارهم ومناهجهم ومن أهمها "في ظلال الأصول العشرين" و"الدعوة قواعد وأصول" و "منهج القرآن في عرض عقيدة الإسلام" و"منهج التغيير عند الإمام البنا" وغير ذلك من المؤلفات الإسلامية .
[size]
وأمين من كبار قادة "الجماعة" الذين لم يعتقلوا مؤخرًا في السجون، وبقي في لندن ليتلقى العلاج الطبي في وقت الانقلاب على مرسي، كما أنه تولى إحدى مسؤوليات المرشد العام النموذجية في الأشهر الأخيرة من خلال كتابة خمسة من البيانات الأسبوعية لـ "الجماعة". ويُعتبر جمعة أمين أيضًا من أهم الدعاة المعاصرين لنهج "الإخوان" الفريد من نوعه والقائم على تطبيق الشريعة باعتبارها "مفهومًا شاملاً" من خلال العمل على مستوى القاعدة الشعبية سعيًا إلى الوصول إلى السلطة السياسية - وإلى السلطة العالمية في نهاية المطاف. ودافع أمين في المقام الأول عن "الكفاح" من خلال المذهبة أو الدعوة. إذ كتب في دراسة له "يتوجب على أولئك الذين يعملون في الحركة الإسلامية أن يبدؤوا بالإلمام الكامل بالإسلام وأن يؤمنوا بقدرة الدعوة على حل المشاكل الفردية والمجتمعية". وأكد أمين على أن إصلاح الفرد والمجتمع من خلال الجهاد والدعوة هي مشاريع طويلة الأجل تتطلب الكثير من الوقت والمثابرة". وقد أكد جمعة أمين على أن "الإسلام بحاجة إلى دولة وسلطة يكون من أهم أدوارها حماية عقيدة الأمة الإسلامية، بالإضافة إلى ترسيخ طقوسها والتزامها بالدين إلى أن تحكم كافة جوانب الحياة".[/size]