هذا هو البرادعي : الجزء التاسع عشر
=========
الحلقة الخامسة
--------
إسرائيلي يعمل في جوجل يشرف على تدريب مجموعات مصرية لاختطاف الثورة
شبكة يهودية تدير مراكز وجمعيات لتجنيد الشباب من مصر ودول العالم
ملايين الدولارات لصناعة جيوش من الشباب يخدمون الأجندة الصهيونية
إسرائيلي يعمل في جوجل يشرف على تدريب مجموعات مصرية لاختطاف الثورة
فريدوم هاوس، ومومفمنتس، والمعونة الأمريكية، في مقدمة المنظمات المتورطة
عامر عبد المنعم
أمريكا ويهود العالم يقاتلون بكل قوتهم لمنع الشعب المصري من تشكيل نظام الحكم الجديد على أسس وطنية مستقلة، ويقف الغرب كله مع البيت الأبيض لمنع مصر من التحرر الحقيقي والتخلص من الهيمنة الغربية.
لا يظن أحد أن أمريكا هناك خلف المحيط، فأمريكا هنا في قلب مصر وتستخدم المخابرات المركزية الأمريكية كل أدواتها في معركتها لتنصيب رأس لمصر. وأي سياسي محب لوطنه ولدينه عليه أن ينظر إلى المكر المعادي ولا ينشغل بالتفاصيل التي يسعى المخطط الأمريكي لاغراقنا فيها.
نحن نواجه تحالفاً واسعاً من المخابرات الأمريكية والغربية والأثرياء اليهود لمنع مصر من الخروج من عنق الزجاجة، ولن يتورعوا عن ارتكاب الجرائم لتنصيب حكم عميل أو إدخال البلاد في الفوضى.
أمريكا والغرب لن تترك مصر تفلت من قبضتها بسهولة كما يتخيل البعض، كما أن غرف العمليات الموجودة في مصر تستخدم كل أدواتها من إعلام ومجموعات مدربة وسياسيين تم تجنيدهم، لافشال استرداد الشعب المصري لحقه في تشكيل نظام الحكم المستقل.
ولا يظن أحد أن معركتنا ضد المخطط الأمريكي أقل ضراوة من المعارك الحربية، فمعركة مصر تختلف عن أي معركة، لأن مصر لو استطاعت أن تتغلب على المكر المعادي فإن الأمة كلها ستتحرر، وإن فشل المصريون وانهزموا في هذه المعركة فقل على مصر والأمة السلام. لكننا وبكل يقين سننتصر بإذن الله على العدو، وستخسر أمريكا وحلفاؤها وستعود مصر كما كانت، دولة رائدة، وقائدة لأمتها وطليعة الانعتاق من الهيمنة الأمريكية والغربية.
ما نواجهه اليوم ليس قصفا من الطائرات المقاتلة والصواريخ، وإنما نواجه أسلحة من نوع جديد تعتمد بشكل أساسي على طيف من الشباب، والسياسيون والأكاديميون الذين باعوا ضمائرهم ودينهم مقابل حفنة من الدولارات. تم تربيتهم في معاهد ومراكز في أمريكا والغرب وتدريبهم كجيوش للخداع والتمكين لأمريكا بعد خلع الحكم المستبد.
ورغم انفاق المليارات على هذه الطوابير التي تم تدريبها، فإن الشعب المصري نجح حتى الآن في إفشال المكر الأمريكي المعادي، وبدأت خطوط المؤامرة تتضح، لدى غالبية الشعب المصري، لكن لازال البعض لم يحسم أمره وينفصل عن المخطط الأمريكي، بسبب الخلط الذي يسببه الإعلام الذي هو رأس الحربة في تشكيلة الأسلحة المعادية.
تناولت في مقالي الأسبوع الماضي كيف تم تجنيد بعض من الشباب المصري ضمن حركة أمريكية عالمية لإشعال الثورات الملونة لأمركة العالم، وأشرنا إلى دور جورج سوروس الملياردير اليهودي في الانفاق على عدد كبير من المنظمات، لتدريب المجموعات الشبابية، على قيادة التحركات الشعبية وتوجيهها، وتعليم مهارات التحريك والتحريض والتوجيه وإنهاك الشرطة والجيش، وأشرنا إلى أن الثورة التونسية المفاجئة حركت الشعب المصري ليقوم بثورته وحرمان لوبي أمريكا من الامساك بزمام المبادرة، ومازال هذا اللوبي يختلق الأزمات والمعارك حتى الآن لقيادة المرحلة وإنجاز أهداف أمريكا دون جدوى.
أمريكا وأثرياء اليهود أصبحوا يؤثرون في تطورات الأحداث داخل مصر نتيجة عمل ممتد منذ سنوات، جعل لهم نفوذا داخل مصر على النحو الذي رأينا آثاره في الأحداث الأخيرة، خاصة في أحداث مجلس الوزراء.
كان لأثرياء اليهود دورا محوريا في تأسيس وتمويل المنظمات الأمريكية التي تلعب الآن على الساحة المصرية لاختطاف الحكم المصري لصالح أشخاص تم صنعهم في أمريكا، وهؤلاء هم الذين يديرون المعركة لاختطاف الثورة وتنصيب حكومة موالية لأمريكا وإسرائيل بعيدا عن الإرادة الشعبية.
ما حققه أثرياء اليهود ليصلوا إلى هذه الدرجة من الاختراق للمجتمع المصري تم على عدة مراحل يمكن ذكر أبرزها كما يلي:
أولا: توجيه المال الصهيوني عبر تشكيلة من المنظمات لتجنيد الشباب المصري
سعت أمريكا بدأب شديد لتشكيل جيش من الشباب تستخدمه في معركتها للاستيلاء على السلطة في مصر، فوجهت مجموعة كبيرة من المؤسسات الأمريكية الحكومية والخاصة، للعمل في سياسة تجنيد واستمالة أكبر عدد من الشباب المصري من خلال المؤتمرات وورش العمل والرحلات والدورات التدريبية، والتوظيف، والدخول في شراكات، وغيرها.
*فريدوم هاوس
تعتبر هذه المنظمة من أقدم المنظمات الأمريكية، التي تعمل في مجال صناعة طابور يعمل على إسقاط الحكومات المعادية للولايات المتحدة. وكان لفريدوم هاوس دور كبير في مواجهة الشيوعية، وإسقاط حكومات شرق أوربا، ولعبت دورا في تمويل حركات المعارضة في الصين وروسيا.
أنشأت فريدوم هاوس مكاتب خاصة لإدارة نشاط التجنيد في الشرق الأوسط، ومولت العديد من الأنشطة في مصر، وتنفق الملايين على فعاليات شبابية حول عدد من القضايا المتعلقة بالديمقراطية والمجتمع المدني. وتفرع من فريدوم هاوس الكثير من المنظمات التي تعمل الآن على الساحة المصرية وفي العشرات من دول العالم لإقامة نظم "عصرية" موالية للولايات المتحدة وخاضعة لها.
*تحالف حركات الشباب
قام الإسرائيلي الحاصل علي الجنسية الأمريكية جاريد كوهين، مدير أفكار جوجل، بتشكيل تحالف أطلق عليه (AllianceforYouthMovement:AYM ) ويعد من أخطر المنظمات الأمريكية اختراقا للشباب المصري، نظرا لضخامة المؤتمرات التي يقيمها وارتباط هذه المؤتمرات بتقنية الانترنت وتكنولوجيا المعلومات، حيث يحضر مؤتمرات المنظمة آلاف الشباب من كل أنحاء العالم، بتمويل من القطاع الخاص الأمريكي في مقدمته MTV,Google,Howcast,Facebook
ويعد جاريد كوهين من أخطر الشخصيات التي لعبت دورا في تجنيد الكثير من قيادات الحركات الشبابية التي يحاول الإعلام المتأمرك تقديمها على أنها قادة الثورة. عمل كوهين كمستشار لكوندليزا رايس وهيلاري كلينتون، وهو الذي أدخل مفهوم " وفود التكنولوجيا" إلى الدبلوماسية الأمريكية، ونجح من خلال جوجل اقتياد العديد من العاملين في مجال الانترنت وتكنولوجيا المعلومات الى نيويورك وواشنطن، وربط بعضهم بعلاقات عمل وبيزنس، وتجنيد آخرين ممن تنطبق عليهم الشروط.
*موفمنتس
قام جاريد كوهين ومعه شخصية أمنية كبيرة هو جيمس جلاسمان – أحد قادة المحافظين الجدد بمعهد أمريكان انتربرايز - بتطوير منظمة تحالف حركات الشباب وإنشاء منظمة movements برعاية وزارة الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع البنتاجون، لتوسيع دائرة النشاط، وهذه المنظمة عقدت أكثر من مؤتمر ووجهت الدعوة لشباب من مصر بعضهم أصبح يشرف على دورات تدريبية للمئات من الشباب المصري في المحافظات المصرية بتمويل من موفمنتس ومنظمات جورج سوروس.
وهذه المنظمة التي يديرها الإسرائيلي جاريد كوهين مسئولة عن تدريب وتأهيل المجموعات الشبابية في الدول العربية والأجنبية الداخلة في الأجندة الأمريكية، وهي التي تعلم كيف تقود مجموعة صغيرة حشودا كبيرة وتوجهها لتنفيذ الأجندة الموضوعة، دون أن تكون هذه الحشود تابعة للمنظمة.
وهذه المنظمة هي التي تمول مع جورج سوروس منظمة كانفاس الصربية CANVAS التي أسسها الصهيوني بيتر أكرمان، الذي ترأس فريدوم هاوس خلال الفترة ( 2005-2009 ) وهي التي تتخذ من قبضة اليد شعارا لها، والذي يرفعه شباب في مصر وفي أكثر من 11 دولة أخرى كما قال المدير التنفيذي للمنظمة، وقد شرحنا هذا في المقال السابق.