الجزء الحادي والعشرين عن رمز الوطنية الخائن الذي يعرف باسم البرادعي
رابعا: وزارة الخارجية وإغراء السياسيين
نفذت وزارة الخارجية الأمريكية مجموعة من البرامج التي استطاعت من خلالها تطويع الكثير من السياسيين، لاستمالتهم أو لتحييدهم "كسر سمهم"، فنظمت رحلات لمثقفين وسياسيين وإعلاميين وفنانين لزيارة أمريكا لإبهارهم والتأثير فيهم، وهناك ما يسمى رحلة الشخص الواحد الخاصة بقادة الأحزاب والسياسيين المتوقع لهم أن يتولوا مناصب كبرى.
وقد حكى لي صديق من قادة أحد الأحزاب السياسية الشهيرة، أن وزارة الخارجية الأمريكية نظمت له رحلة خاصة له لوحده، حيث استقبل هناك كرئيس دولة، زار ناسا والكونجرس ووزارة الخارجية ورتبوا له لقاءات مع رموز وشخصيات لها وزن في الإدارة الأمريكية، وفي نهاية الرحلة كانت آخر كلمة قالها له مرافقه الأمريكي الذي يعمل في الـ CIA على باب الطائرة : هذه الرحلة نظمناها لنيلسون مانديلا من قبل"!!
وللأسف فإن بعضا من الذين عادوا من هذه الرحلات تغيرت مواقفهم، وتبدلت أراؤهم، وأصبحوا يشاركون في المخطط المعادي بشكل أو بآخر، وبنسب متفاوتة.
خامسا: صناعة إعلام يخدم المخطط الأمريكي
أخطر ما أنجزته المخابرات المركزية الأمريكية والشبكة اليهودية التي تسيطر على المنظمات الداعمة للأمركة هو صناعة إعلام مؤثر يخدم الخطة الأمريكية، وصناعة طابور من الإعلاميين المستعدين لتنفيذ الأجندة الأمريكية. واستطاع هذا الإعلام المتأمرك المساهمة في افتعال معارك وشن الحملات، لإحداث البلبلة في الشارع، وممارسة التشويش الدائم لإشغال الجمهور بقضايا بعيدة عن المعركة الحقيقية.
ملامح المخطط الأمريكي
من خلال إصدارات هذه المنظمات والمناهج التي تم تدريسها للآلاف من الشباب يمكن أن نلخص المحاور التي تدور حولها الخطة اليهودية الأمريكية ما يلي:
1-إسقاط الحكم الديكتاتوري لا يكفي.
2-الأحزاب المذهبية أي الدينية أخطر، لأنها قد تعيد الديكتاتورية ( على حسب وصفها).
3-تفكيك الجيوش لأنها أدوات الديكتاتورية.
4-السعي تجاه الفيدرالية والتقسيم لأن الحكم المركزي يؤدي إلى الديكتاتورية.
وهذه المحاور تؤدي في النهاية إلى شيء واحد، هو الفوضى، وهذا ما يصب لصالح إسرائيل وأمريكا. وإن شاء الله في عدد قادم سنقوم بقراءة في الوثائق التي تم تدريسها، لشبابنا وشباب العالم على أنها نظرية جديدة، ظاهرها حق وهي "إسقاط الحكم الديكتاتوري" ولكن باطنها كله شرور. فما تم تقديمه لبعض الشباب الصغير على أنه نظرية جديدة مجرد تضليل، لأن هذه النظرية ركزت على هدم النظام الديكتاتوري ولم تقدم برنامجا للبناء وتحض على استمرار التحريض والاحتجاج إلى ما لا نهاية. بل إن ما تقدمه هذه النظريات المضللة من وسائل للإجهاز على النظام الديكتاتوري لم يخترع جديدا، فالشعب المصري هو الذي علم العالم كيف تكون الثورة، وانظروا إلى شعوب العالم كيف تقلد ميدان التحرير. في الغرب وفي أمريكا نفسها يستنسخون تجربة ميدان التحرير المصرية 100%.
**
من الواضح أن الوضع في مصر لن يستقر بسهولة على المدى المنظور، فالمخطط الأمريكي لمنع الشعب المصري من استكمال مسيرته سيتواصل ويتصاعد، وقد يتطور إلى ما هو أخطر وأبشع، وعلينا أن نفشل هذا المخطط ونفقده أهم عوامل قوته وهو استغلال الحشود الشعبية لتوجيهها وتحريكها للصدام والاقتحام، لإدخال البلاد في دائرة العنف والعنف المضاد، التي ستحرق البلد بما فيها.
ما نواجهه ليس مجرد فعل بلطجية ومدفوعين، إنه جهد مدبر يستفيد من حالة الارتباك والأخطاء التي تمت في الفترة المؤقتة، من بعض أعضاء المجلس العسكري، وقوى سياسية لم تحترم الإرادة الشعبية ولم تكن على قدر المسئولية، وأساءت التعامل مع المحنة التي تمر بها البلاد.
علينا أن نفوت الفرصة على العدو المتربص ونجعل بينه وبين الشباب المصري سدا، لا يمكن اختراقه، وهذا الأمر لن يكون إلا بأن يعتقد الجميع أن الصندوق الانتخابي هو الطريق الوحيد والآمن لنقل السلطة من المجلس العسكري إلى المدنيين، وعلينا أن نحتكم إلى الإرادة الشعبية في اختيار البرلمان والرئيس المنتخب، وأن يرتضي الجميع حكم الشعب.