الجزء الثاني والعشرين عن رمز الوطنية الخائن الذي يعرف باسم البرادعي
=====
الحلقة السادسة
--------
معركة الولايات المتحدة اليائسة لسرقة ثورتنا
البرادعي استعان بنائبه اليهودي في كتابة تقرير الوكالة ضد مصر
أمريكا سجنت عالم الصواريخ المصري عبد القادر حلمي لأنه ساعد مصر
عامر عبد المنعم
المعركة الدائرة الآن في مصر هي معركة السيطرة على العقول، ومن الذي يكسب الرأي العام. المعركة بين طرفين: الولايات المتحدة ومخابراتها وأجهزتها من ناحية والقوى الوطنية والاسلامية الواعية من ناحية أخرى.
أمريكا تخوض معركتها الأخيرة لتنصيب حكم عميل، مستخدمة كل إمكاناتها، المالية والاعلامية والبشرية لاختطاف ثمار ثورتنا المجيدة، وفي المقابل يقف الشعب المصري الواعي أمام هذا المخطط، ويقاتل هو الآخر ليكون هو صاحب القرار في اختيار الحكم عبر الصندوق الانتخابي.
حتى الآن فشلت أمريكا في كسب مساحات جديدة والخروج من دائرة الارتباك التي أصابتها منذ صحوة التونسيين وهروب بن علي، وثورة المصريين وإسقاط العميل الأمريكي حسني مبارك.
لم يعد أمام الأمريكيين سوى أوراق قليلة للعب بها، تنكشف يوما بعد يوم، ولم يعد أمامها مساحة كبيرة للمناورة والتضليل، فكلما تخترع خدعة جديدة تسقط أمام المناعة التي اكتسبتها الأمة، رغم حملات التضليل التي يشنها الإعلام المتأمرك.
وعندما بدأنا فتح ملف الدكتور محمد البرادعي، لم نكن نستهدف شخص البرادعي، بل كشف المؤامرة الأمريكية للقفز على السلطة في مصر، ونلفت الأنظار إلى جوانب أساسية في الخطط المعادية لا ينتبه لها كثيرون. بل يتأثر بعض متخذي القرار بالإعلام المعادي ويوفرون بيئة حاضنة للمتعاونين مع الولايات المتحدة ويطيلون في عمر المخطط المعادي بدلا من فضحه وحصاره وعزله.
ونموذج البرادعي أبلغ دليل على عملية التضليل التي تستهدف عقول شباب الأمة، فكيف استطاع الإعلام وطابور من السياسيين تقديم الموظف الأمريكي الذي خدم أمريكا، وكان خصما لأمته على أنه مخلص وزعيم يصلح لقيادة مصر؟
كانت حقا جريمة كبرى أن تستغفلنا أمريكا بقوتها الناعمة، وتريد أن تختار لنا رأسا أمريكيا حتى النخاع ليحكمنا. فأين العقول، وأين أصحاب البصائر؟
فهل ثار الشعب المصري وأطاح بحسني مبارك ليأتي بالموظف الدولي الأمريكي محمد البرادعي؟
هل هذه هي "القابلية للاستعمار" التي كتب عنها مالك بن نبي، أم هي الرغبة في الاستعباد والركوع لأمريكا؟
لقد حرصنا في المقالات السابقة كشف الجرائم التي ارتكبها البرادعي بالوثائق، كما كشفنا أبعاداً أخرى من المخطط الأمريكي المتعلقة بتجنيد الآلاف من الشباب المصري، في إطار تشكيل امتدادات شبابية تستخدمها في عملية التغيير الجارية في العالم، فيما يعرف بصناعة الثورات الملونة.
وعندما كتبنا عن الملايين التي أنفقتها أمريكا ورجال المال اليهود وفي مقدمتهم الملياردير اليهودي جورج سوروس على المنظمات في العديد من الدول لأمركة العالم، لم نقل أن أمريكا ستنجح في مسعاها.
وإن كانت أمريكا قد حققت نجاحات في الوقوف وراء الثورات في أوربا الشرقية، فإن خططها فشلت وستفشل في الدول العربية - بإذن الله -لأن الشعوب أكثر نضجا ووعيا.
وفي مصر قام الشعب بثورته وحماها، وينتصر لها الآن عبر الصندوق الانتخابي، ولن يسمح باختطاف الثورة، من أي قوة، وسيقف أمام كل من يحاول أن يطرح أي شكل آخر لتشكيل السلطة الجديدة غير الصندوق الانتخابي.
وفوجئنا الأسبوع الماضي بمحاولات من الدكتور أحمد زويل مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما هو الآخر لتعديل الدستور ليتمكن من الترشيح لمنصب الرئاسة، ونشرت أخباراً في بعض الصحف عن جولات يقوم بها للمجلس العسكري ولرئيس الوزراء، وشخصيات أخرى نافذة لتعديل الشروط.
أمريكا والبحث عن بديل للبرادعي
يأتي سعي زويل لتقديم نفسه، بعد تراجع فرص، البرادعي وانكشاف أمره، ولا يعلم زويل أن شروط الترشيح جاءت في الاستفتاء الدستوري في 19 مارس، وتعديل الشروط يحتاج إلى استفتاء شعبي جديد يلغى القديم، وهذا مستحيل، الأمر الذي جعل لوبي زويل الأمريكي يفكر في إقناع بعض القوى السياسية لإلغاء هذه الشروط في الدستور الذي ستقره اللجنة التأسيسية قبل انتخابات الرئاسة، وهذا أيضا من المستبعد.
هذا الإصرار من الشخصيات المحسوبة على أمريكا لتصدر المشهد الانتخابي يوضح الإصرار الأمريكي على أن يكون لها أكثر من مرشح حتى لا يفلت منها منصب الرئاسة. منهم من نعرف علاقته بأمريكا ومنهم مستتر لا نعرف علاقته، وهذا الأمر يحتاج إلى يقظة خلال الشهرين القادمين، لأنهما أهم شهرين في تاريخ التحول المصري بعد الثورة.
البرادعي مازال هو المرشح الأفضل لأمريكا، خاصة أن الجنسية الأمريكية لأحمد زويل تمنعه من دخول السباق، والشعور الأمريكي بضعف البرادعي هو الذي يدفع الأمريكيين بزويل للترشيح إن أفلح أو لدعم المرشح الأمريكي في انتخابات الرئاسة إن لم تعدل له الشروط، ويساعده في هذا الدور الشخصيات المصنوعة والمعلبة في أمريكا التي قذفت بها الولايات المتحدة إلى مصر خلال الفترة الأخيرة.
ولقد نشرنا من قبل إلى الكثير من وثائق الإدانة لمحمد البرادعي، التي توضح موقفه المتنكر لوطنه والمستهين بالدين الإسلامي وأبرزها الحوار مع نيويورك تايمز الذي أظهر فيه أنه يكره الحجاب وأنه كان في نزاع يومي مع والدته المسنة (82 عاما) ليخلعها حجابها. وحديثه بافتخار عن علاقته وحبه لليهود وأن أول صديقة شخصية له (جيرل فرند) كانت يهودية، كما نشرنا عن العديد من التقارير التي أصدرها للتخديم على استمرار حصار العراق سنوات طويلة، وتوفير الغطاء الدولي للغزو الأمريكي، ونشرنا نص التقرير الأخير الذي قدمه لمجلس الأمن في 7 مارس 2003 قبل الغزو بأيام الذي لم يبريء فيه العراق كما يزعم، وأكد فيه أن العراق مازال يراوغ وطالب المجتمع الدولي بالضغط على العراق ليتجاوب.
وتحدثنا عن دوره في المجموعة اليهودية الأمريكية التي تسمى "مجموعة الأزمات الدولية" وعن علاقته بجورج سوروس الذي يقوم بمهمة أمركة العالم من خلال صناعة طوابير من الممولين الذين يريدون انتزاع زمام التغيير في دول العالم ومنها مصر، وتطرقنا لأشياء كثيرة، من يريد أن يطلع عليها فليرجع إلى المقالات السابقة.