الجزء الثالث والعشرين عن رمز الوطنية الخائن الذي يعرف باسم البرادعي
بعنوان تقرير عن مصر
ولفضح الدور التخريبي لهذا المخلص المزعوم ننشر بجوار هذا المقال النص الكامل للتقرير الذي كتبه البرادعي عام 2005 عن مصر، والذي كان طعنة في ظهر البلد الذي ولد فيه ويسعى الآن لرئاسته لصالح أمريكا.
كنت قد أشرت إلى هذا التقرير سابقا وذكرت أن البرادعي حشر مصر ضمن محور الشر في أكثر من تقرير مع الدول التي تسميها أمريكا "الدول المارقة"، وكان حريصا في تقاريره على إدانة مصر لجعلها تحت الضغط المتواصل، مما يخدم اسرائيل وأمريكا.
ونهدف من نشر هذا التقرير ، فضح التزييف الإعلامي، الذي صور البرادعي على غير صورته، ومازال يقدمه الإعلام المصري المتأمرك على أنه يصلح لحكم مصر.
في هذا التقرير تعمد البرادعي نشر أكاذيب، وادعي أن مصر لديها برنامج نووي سري، وأدخل مواد نووية لا تدخل ضمن بنود التفتيش في التقرير، واعتبرها مخالفات، وبالغ في بعض المواد التي تستخدم بكميات ضئيلة جدا في المجال البحثي والتي لا تخضع لبنود اتفاقية التفتيش واعتبرها إخفاء معلومات عن الوكالة، وتعهد في آخر التقرير بمواصلة التفتيش على مصر، والاستمرار في تقديم التقارير.
وتحدث في التقرير عن كيف تم استهداف مصر وتفتيش المنشآت البحثية، بذات الطريقة التي قامت بها الوكالة مع العراق، وكيف قامت الوكالة بملاحقة العلماء المصريين، لاقتناص المعلومات، وتناول كيف "شيطنوا" منطقة أنشاص، وأخذ العينات من الجو ومن المعدات البحثية التي تم تكهينها منذ سنوات واعتبارها دليل إدانة.
وكان هذا التقرير أحد أسباب الخلاف بين البرادعي والعلماء المصريين بالوكالة الدولية وفي مقدمتهم الدكتور يسري أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الذي رفض البرادعي أن يشارك في المناقشات المتعلقة بالتقرير، الأمر الذي جعل أبو شادي يعلن رفضه للتقرير لعدم التزامه بالحياد والمعايير الفنية، وعدم التزامه باتفاقية التفتيش نفسها، وقد كتب أبو شادي ردا على هذا التقرير في حينها، سننشره في عدد قادم بإذن الله.
الغريب أن البرادعي حصر نطاق كتابة التقرير بينه وبين نائبه اليهودي البلجيكي جون شميد، ونائبة الثاني الفنلندي عميل المخابرات المركزية الأمريكية هاي نونن، الذي تولى رئاسة الوكالة بعده.
أحمد زويل
لم نكن نود أن نكتب عن الدكتور أحمد زويل، حتى لا نصدم بعض المحبين للرجل، لكن طالما أنه يلعب نفس لعبة البرادعي فيتوجب علينا أن نلفت الانتباه إلى الدور الذي يقوم به لصالح أمريكا.
أحمد زويل تم تكريمه الشهر الماضي كواحد من السبعة الأمريكيين الكبار الذين ساهموا في نهضة أمريكا، وهو مستشار الرئيس أوباما. وحصل على جائزة نوبل بترشيح من معهد وايزمان الإسرائيلي.
هو شخص أمريكي، بامتياز، ومن غير المتصور أن يخدم مصر كما يخدم أمريكا، وأمريكا التي تحارب المسلمين في كل مكان وتغزو الدول الإسلامية، وتحشد دول العالم لحرب الإسلام تحت شعار "مكافحة الارهاب" لن تكرم مسلما اسمه أحمد إلا إذا كانت تضمن ولاوه بنسبة 100%.
إذا كان أوباما المسيحي نفسه يحارب من قطاعات أمريكية لا يستهان بها لكونه ابن مسلم اسمه حسين أوباما، فهل من يتم تكريمه والاحتفاء به بهذه الطريقة يوالينا، وهل هم سيتركونه ليخدم مصر؟
أي عقل الذي يصدق هذا ؟
عبد القادر حلمي
هل تتذكرون الدكتور عبد القادر حلمي، عالم الصواريخ المصري الذي ساهم في تطوير البرنامج الصاروخي الأمريكي؟ ماذا فعلوا به عندما سرب بعض أسرار صناعة الصواريخ لمصر في منتصف الثمانينات؟
سجنوه عدة سنوات، واقتادوا زوجته للمعتقل، وصادروا ممتلكاته، ولم يشفع له أنه أسهم بفكره وخبرته في تقدم أمريكا.
وكان هذا الموضوع هو السبب في إقالة الفريق أبو غزالة من منصبة كوزير للدفاع.
من العجيب أن مراكزنا البحثية تم خنقها لعدم وجود ميزانيات، وعلماؤنا يموتون جوعا، والبحث العلمي تم تجفيفه ورغم هذا يقوم لوبي أمريكا وبعض حسني النية بجمع ما يزيد على مليار دولار لمدينة زويل، فهل هذا معقول؟
هل توجد دولة في العالم تسلم رأسا أمريكية قاطرة البحث العلمي بها وتنتظر النهضة؟
هل زويل الأمريكي سيوجه البحث العلمي لتطوير صناعاتنا العسكرية كي نستطيع الدفاع عن أنفسنا، وتطوير الصناعات المدنية المنافسة للصناعات الأمريكية؟
هل سيعمل على نهضة وطنية خالصة أم سيسعى للتكاملية مع إسرائيل وأمريكا؟
إن مصر لن تنهض إلا بمشروع وطني خالص، وبعلماء مصريين ينتمون لهذا الوطن، وبالقطيعة مع أمريكا وليس بالتعاون معها، لأن أمريكا هي سبب تأخرنا وتخلفنا.
أمريكا هي اسرائيل التي لا أعتقد أن هناك عاقلاً يشك في عداوتهما لنا كعرب وكمسلمين.
انتبهوا إلى الكثير من الأسماء التي هبطت وستهبط علينا من أمريكا، واحذروا الاختراقات التي تمت داخل صفنا الوطني منذ عقود. إن أمريكا تجيد لعبة السيطرة على العقول وتنفق المليارات لكسب هذا النوع من المعارك.
لا نبالغ إن قلنا إن معركتنا من أجل الاستقلال وللتخلص من التبعية أصعب من المعارك الحربية، ومن يسيطر على العقول سيتحكم في مستقبلنا، فكفانا خسارات وانكسارات.
لكن وبكل يقين فإن ثقتنا بالله كبيرة، وكما دحرت أمريكا في العراق وأفغانستان، وخسرت عسكريا وستنهار اقتصاديا ومن ورائها أوروبا، فإنها ستفشل في معركة كسب العقول، وستنتصر الأمة بإذن الله.
نحن الآن أمام جيل جديد، خرج من رحم الثورة متمسك بعقيدته ومحب لوطنه وسيواصل جهاده حتى تنهض مصر وتجر الأمة خلفها لبناء مستقبل إسلامي مختلف